أنقاض غزة.. قنابل مدفونة تهدد حياة العائدين وسط دمار غير مسبوق
حذَّر خبراء إزالة المتفجرات ومسؤولون في مجال الإغاثة الإنسانية من كارثة إنسانية محتملة تهدد حياة عشرات الآلاف من سكان غزة، الذين يستعدون للعودة إلى منازلهم المدمرة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
القذائف غير المنفجرة والقنابل المدفونة تحت الأنقاض تُشكل خطراً مميتاً على كل من يحاول الوصول إلى المناطق المدمرة، خاصة في شمال القطاع الذي شهد دماراً هائلاً جراء واحدة من أشد عمليات القصف كثافة في التاريخ الحديث.
وفقاً لصحيفة “الغارديان”، يتطلب الامتثال لاتفاق الهدنة السماح بالحركة من جنوب غزة إلى شمالها عبر ممر نتساريم، الذي تسيطر عليه إسرائيل.
أخبار تهمك
في هذا السياق، يقول أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات غير الحكومية الفلسطينية في غزة، من دير البلح: “خلال الأيام المقبلة، ستكون هناك حركة هائلة، حيث سيحاول الناس العثور على أحبائهم أو ما تبقى من ممتلكاتهم.
الأنقاض تضم ما يقارب 50 مليون طن من الحطام، الذي يحتوي على مواد خطيرة وغير معروفة.
الذخائر غير المنفجرة تمثل تحدياً هائلاً. نحاول رفع مستوى الوعي، خاصة بين الأطفال، لتجنب الاقتراب من هذه البقايا القاتلة وإبلاغ السلطات عنها”.
التحديات التي تواجه عملية إزالة الذخائر غير المنفجرة وصفت بأنها “غير مسبوقة”، حيث أظهرت التقديرات أن أكثر من ثلثي مباني غزة قد دُمرت أو تضررت بشكل كبير.
الدمار شمل البنية التحتية والمنازل السكنية والمرافق الحيوية، مما أدى إلى نزوح ما يقرب من مليوني فلسطيني، يعيشون حالياً في مخيمات وملاجئ مؤقتة، بعيداً عن مناطقهم الأصلية.
من وسط هذه المأساة، تتحدث سهيلة الحرثاني (65 عاماً)، وهي إحدى النازحات من شمال غزة، عن قلقها العميق قائلة: “ابني سيحاول العودة إلى منزلنا في الشمال من المخيم الذي نقيم فيه بخان يونس.
أخشى أن يكون منزلنا قد تدمر بالكامل، وأعيش في رعب دائم من أن تنفجر تلك القنابل المتبقية وتُسبب لنا إصابات أو حتى الموت. نحن لا نعرف كيف نتعامل مع هذا الوضع المخيف”.
المخاطر في الأنقاض لا تقتصر على الذخائر فقط، إذ حذر الخبراء من وجود مواد كيميائية سامة، وأسبستوس، وبقايا بشرية متحللة قد تتسبب في أضرار صحية جسيمة للسكان العائدين.
هذه التحديات تزيد من تعقيد الوضع في القطاع، حيث يواجه سكانه مستقبلاً مجهولاً وسط دمار شامل.
في ظل هذه الظروف، يبذل العاملون في مجال الإغاثة جهوداً كبيرة لتوعية السكان بخطورة الاقتراب من الأنقاض، ولتنسيق عمليات إزالة المخلفات الخطرة. ولكن حجم الدمار وطبيعة المخاطر تجعل المهمة شبه مستحيلة في الوقت الراهن.
قطاع غزة يواجه الآن مرحلة جديدة من الألم والمعاناة، حيث يحاول سكانه التعامل مع جراح الحرب وآثارها الطويلة الأمد. القنابل المدفونة تحت الركام ليست مجرد بقايا معركة، بل هي تهديد مستمر يعكس عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون يومياً.
تعليقات 0