قطاع غزة بعد 15 شهراً من الحرب.. دمار واسع وإعادة الإعمار تتطلب عقوداً

بعد أكثر من عام من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تبدو الصورة قاتمة، حيث يواجه القطاع دماراً غير مسبوق طال كافة مناحي الحياة، وسط تقديرات تشير إلى أن إعادة الإعمار قد تستغرق عقوداً، بتكلفة تصل إلى مليارات الدولارات.

حصيلة القتلى والمصابين

وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين جراء الحرب 47 ألف قتيل، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مصاب.

وفي المقابل، تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أن هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1200 شخص.

أخبار تهمك

خيوط الصراع تتشابك.. صفقة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل ومصير سكان غزة

بين مطرقة الموت وسندان الحصار.. شهادات أطباء غزة من قلب معركة إنقاذ حياة أهالي القطاع

إزالة الأنقاض يحتاج عقود من العمل

تقدّر الأمم المتحدة أن إزالة نحو 50 مليون طن من الركام الناجم عن القصف الإسرائيلي قد يستغرق 21 عاماً، بتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار.

وتشير التقارير إلى أن هذا الحطام قد يكون ملوثاً بمادة الأسبستوس السامة، كما يُعتقد أنه يضم بقايا آلاف الجثث التي ما زالت تحت الأنقاض، حيث تقدر وزارة الصحة الفلسطينية عدد المفقودين بنحو 10 آلاف شخص.

منازل مدمرة وتشريد واسع

تقرير صادر عن الأمم المتحدة يؤكد أن إعادة بناء المنازل المدمرة في غزة قد تمتد حتى عام 2040 على الأقل. وتظهر بيانات الأقمار الاصطناعية أن أكثر من 170 ألف مبنى، وهو ما يعادل نحو 69% من إجمالي مباني القطاع، قد تعرض للتدمير أو الانهيار الكامل. كما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هناك أكثر من 245 ألف وحدة سكنية متضررة، في حين يحتاج أكثر من 1.8 مليون فلسطيني إلى مأوى.

البنية التحتية في حالة انهيار

وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة والبنك الدولي، فإن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تقدر بنحو 18.5 مليار دولار، وشملت المباني السكنية والمنشآت التجارية والصناعية والخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة والطاقة.

كما تعرض ما لا يقل عن 68% من شبكة الطرق لأضرار بالغة، بينما تراجعت إمدادات المياه إلى أقل من ربع مستواها قبل الحرب.

أزمة غذائية خانقة

صور الأقمار الاصطناعية أظهرت أن أكثر من نصف الأراضي الزراعية في غزة تعرضت للتدمير، مما عمّق أزمة الغذاء في القطاع الذي يشهد انتشاراً غير مسبوق للجوع.

كما تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى نفوق أكثر من 95% من الماشية ونصف الأغنام منذ اندلاع الحرب.

التعليم ودور العبادة تحت القصف

الدمار لم يقتصر على المنازل والبنية التحتية، بل طال أيضاً المنشآت التعليمية والدينية. تشير البيانات الفلسطينية إلى تدمير أكثر من 200 منشأة حكومية، و136 مدرسة وجامعة، و823 مسجداً، بالإضافة إلى 3 كنائس.

كما تعرضت المستشفيات لأضرار جسيمة، حيث لم يبقَ سوى 17 وحدة طبية عاملة جزئياً من أصل 36.

مشهد الخراب في غزة

يؤكد تقرير صادر عن مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية أن أكثر من 90% من المباني في المناطق الشرقية للقطاع قد دُمّرت أو تعرضت لأضرار بالغة، بما في ذلك أكثر من 3500 مبنى.

ومع استمرار الحصار وصعوبة إدخال المساعدات، يواجه سكان غزة أوضاعاً غير إنسانية تهدد مستقبلهم لعقود قادمة.