أسوان تودع الأمير كريم أغاخان وسط دقات الأجراس وأصوات الأذان.. حكاية ضريح تاريخي وإرث تنموي يمتد لعقود
![](https://www.sinai.news/wp-content/uploads/2025/02/جنازة-أغاخان-3.jpg)
في مشهد مهيب يعكس قيم التسامح والتعددية الدينية، ودّعت مدينة أسوان، يوم الأحد 28 يوليو 2024، الأمير كريم الحسيني أغاخان، الإمام الـ49 للطائفة الإسماعيلية، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي في العاصمة البرتغالية لشبونة عن عمر 88 عامًا.
وسط أجواء مفعمة بالرهبة والاحترام، علت دقات أجراس الكنائس ممزوجة بصوت الأذان، إيذانًا ببداية مراسم التشييع التي شهدت حضور اللواء د. إسماعيل كمال، محافظ أسوان، والأمير رحيم أغاخان، نجل الراحل، وأفراد العائلة المالكة للطائفة الإسماعيلية، إلى جانب المهندس عمرو لاشين، نائب المحافظ، وقيادات مؤسسة أغاخان. كما احتشدت شخصيات رسمية وشعبية لتوديع قائد روحاني ترك بصمة تنموية عميقة في مصر والعالم.
أخبار تهمك
تشييع الجثمان في جنازة رسمية تنطلق من قلب أسوان
بدأت مراسم الجنازة من أمام مقبرة عملاق الأدب عباس العقاد، مرورًا بـ ميدان الدكتور مجدي يعقوب، قبل أن يُنقل الجثمان في موكب مهيب على متن المراكب النيلية إلى الضفة الغربية لنهر النيل.
وعلى وقع تلاوة القرآن ودعوات الحاضرين، وُري الراحل الثرى بجوار جده السلطان محمد شاه أغاخان الثالث، في الضريح العريق الذي يُعد أحد أبرز المعالم الأثرية والسياحية في أسوان.
وأكد المحافظ خلال المراسم أن الدولة المصرية قدمت كل التسهيلات والتيسيرات لضمان نقل الجثمان بسلاسة، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي، وذلك احترامًا لوصية الأمير الراحل بأن يُدفن بجوار جده في الجبل الغربي.
ضريح أغاخان.. تحفة معمارية شاهدة على التاريخ
يقع ضريح أغاخان على قمة الجبل الغربي، مشرفًا على نهر النيل، وقد شُيّد من 60 ألف قطعة حجر رملي بارتفاع 50 مترًا. بُني الضريح في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي أهدى الأرض للآغاخان الثالث تكريمًا لدوره في دعم مصر.
ويرتبط الأغاخان بأسوان منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث جاء إلى المدينة بحثًا عن علاج طبيعي لحالة الروماتيزم والتهاب المفاصل التي كان يعاني منها، وذلك بنصيحة من طبيب نوبي أوصاه بالدفن في الرمال الساخنة لتخفيف آلامه. ومنذ ذلك الحين، ارتبط بالمدينة وطلب أن يُدفن فيها بعد وفاته.
ظل الضريح مفتوحًا للزوار حتى 1996، عندما أصدر الأمير كريم الحسيني قرارًا بإغلاقه، بناءً على طلب البيجوم أم حبيبة، زوجة جده، التي أرادت الحفاظ على طابعه الخاص بعيدًا عن صخب السياحة.
إرث الأغاخان في مصر.. مشاريع تنموية تعيد إحياء التراث
لم يقتصر إرث الأغاخان على الضريح فقط، بل امتد إلى عدة مشاريع تنموية في مصر، خاصة عبر مؤسسة أغاخان للتنمية، التي أنجزت مشروعات بارزة منها:
ترميم مسجد الحسين والمناطق الأثرية في الدرب الأحمر، لحماية التراث الإسلامي.
إنشاء حديقة الأزهر، التي تمتد على 30 هكتارًا، وتُعد من أهم المساحات الخضراء في القاهرة.
دعم مؤسسة أم حبيبة، التي تقدم خدمات الرعاية الصحية والتعليم في أسوان منذ عقود.
الطائفة الإسماعيلية.. 15 مليون تابع وإرث ممتد لقرون
تُعد الطائفة الإسماعيلية ثاني أكبر الطوائف الشيعية بعد الاثني عشرية، ويبلغ عدد أتباعها نحو 15 مليون شخص، منتشرين في أكثر من 25 دولة، أبرزها باكستان والهند وإيران وشرق إفريقيا وآسيا الوسطى.
أما لقب “أغاخان”، فهو لقب فخري يعود تاريخه إلى عام 1818، عندما منحه شاه إيران فتح علي شاه للإمام حسن علي شاه، الإمام الـ46 للطائفة.
تعليقات 0