معارضة أمريكية واسعة لخطة ترامب بشأن غزة واستطلاعات تكشف رفضًا شعبيًا كبيرًا

تسود حالة من القلق في الشارع الأمريكي بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عن خطته المتعلقة بقطاع غزة، والتي تتضمن تهجير الفلسطينيين قسرًا واستيلاء الولايات المتحدة على القطاع، لتحويله إلى ما وصفه بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”. هذه التصريحات أثارت موجة من الغضب داخل الكونغرس الأمريكي، حيث أعرب عشرات النواب عن رفضهم القاطع للخطة.

145 نائبًا يوجهون رسالة تحذيرية لترامب
في خطاب شديد اللهجة، وقع 145 عضوًا في الكونغرس الأمريكي رسالة موجهة إلى الرئيس ترامب، طالبوه فيها بالتراجع عن تصريحاته الصادرة في 4 فبراير 2025، والتي أعلن خلالها عزمه على تنفيذ تهجير دائم للفلسطينيين من غزة.

وأكد النواب في رسالتهم أن هذا الطرح لا يمكن الدفاع عنه أخلاقيًا، كما أنه يمثل انتهاكًا صريحًا لاتفاقيات جنيف، ويعرض المصالح والقوات الأمريكية للخطر، إلى جانب تقويض مكانة الولايات المتحدة عالميًا.

أخبار تهمك

بعد توقيع مصر وقبرص..تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتداول الطاقة بشرق البحر المتوسط وتصديره إلى أوروبا

توتر بين الجامعة العربية وحماس حول مستقبل غزة بعد الحرب

وحذرت الرسالة من أن مجرد التفكير في تكليف القوات الأمريكية بتنفيذ عملية تهجير جماعي لسكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة، يعد خطوة غير محسوبة وخطيرة، قد تؤدي إلى خسائر غير متوقعة بين الأمريكيين، فضلًا عن تصعيد هائل في التهديدات الإرهابية على مستوى العالم.

وأشار النواب إلى أن تصريحات ترامب تعرّض قدرة الولايات المتحدة على التعاون مع شركائها الإقليميين للخطر، لا سيما في ظل التزامهم بالسلام وإعادة إعمار غزة، ضمن إطار حل الدولتين.

كما دعوا الرئيس إلى العمل مع إسرائيل وشركاء المنطقة من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل سلمي يُعيد الاستقرار إلى غزة، ويجعلها صالحة للعيش لسكانها الحاليين.

استطلاع رأي: أغلبية الأمريكيين يرفضون خطة ترامب
لم يقتصر الرفض على المستوى السياسي، إذ كشف استطلاع للرأي أجرته منظمة “داتا فور بروجرس” الأمريكية، أن 64% من الأمريكيين يعارضون خطة ترامب للاستيلاء على غزة وتهجير سكانها.

وشمل الاستطلاع، الذي أُجري بين 8 و9 فبراير 2025 على عينة مكونة من 1200 مواطن أمريكي، مجموعة من الأسئلة حول الموقف من خطة ترامب.

ووفقًا للنتائج، فإن 47% من المشاركين يعارضون الطرح “بشكل قاطع”، فيما أبدى 17% رفضهم له “جزئيًا”.

وجاءت المعارضة للخطة بنسب متفاوتة بين الفئات السياسية، حيث رفضها 85% من الديمقراطيين، و63% من المستقلين، و43% من الجمهوريين. كما أظهرت النتائج أن 69% من المستطلعين يعارضون إرسال القوات الأمريكية إلى الشرق الأوسط لتنفيذ أي عمليات مرتبطة بالخطة.

إسرائيل تبدأ بوضع خطة تهجير الفلسطينيين
وفي الوقت الذي يواجه فيه ترامب معارضة داخلية شديدة، بدأت الحكومة الإسرائيلية إعداد خطة تدّعي أنها تهدف إلى تشجيع الفلسطينيين على مغادرة قطاع غزة “طواعية”، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة للتماهي مع طرح الرئيس الأمريكي.

وفي ظل هذا الجدل، كشف استطلاع آخر أجرته شبكة “سي بي إس نيوز”، أن 47% من الأمريكيين وصفوا خطة ترامب بشأن غزة بأنها “سيئة”، بينما أبدى 40% عدم وضوح موقفهم، في حين رأى 13% فقط أنها “فكرة جيدة”.

وعكست النتائج انقسامًا واضحًا حول دوافع ترامب، حيث رأى 22% من المشاركين أن هدفه الرئيسي هو ضم غزة للولايات المتحدة، بينما اعتبر 28% أن الغاية الحقيقية من تصريحاته هي فتح باب المفاوضات مع دول الشرق الأوسط لتحقيق أهداف أخرى.

وفي ظل هذه الأرقام، يتضح أن الرأي العام الأمريكي يتجه بقوة ضد أي محاولة لفرض سيناريو التهجير القسري في غزة، وهو ما يضع إدارة ترامب في مواجهة تحديات داخلية وخارجية متزايدة بشأن هذا الملف الحساس.