23 فبراير 2025 20:24
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

من قصر دمشق إلى موسكو سيتي.. 19 شقة فاخرة وحماية روسية مشددة لأسرة الرئيس السوري المخلوع

منذ سقوط نظامه في سوريا، بدأت حياة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد تتحول بشكل جذري. فبدلاً من العيش في قصر دمشق، وجد الأسد نفسه يقطن في قلب العاصمة الروسية موسكو، حيث يواصل حياته بشكل مختلف تمامًا عن تلك التي كان يعيشها في بلاده.

ومن داخل منطقة موسكو سيتي الراقية، يتابع الأسد رحلته في الحياة الجديدة، التي توفر له استقرارًا ماديًا وأمنيًا بعيدًا عن الأزمات السياسية والتهديدات العسكرية.

لكن، كما يقول الصحافي المقيم في موسكو، “الأسد كان محظوظًا مقارنة برؤساء آخرين لم ينجوا من مصير الإطاحة بهم، مثل معمر القذافي”.

درس القذافي: الهروب والتخطيط للمستقبل
الأسد يبدو قد تعلم من تجربة القذافي، ليس فقط من حيث الهروب إلى الأمان، ولكن في كيفية التخطيط للمستقبل بعناية. فبينما لم ينجح القذافي في الهروب إلى ملاذ آمن في الوقت المناسب، كانت تحركات الأسد أكثر حكمة. فقد قرر أن يحمل معه من سوريا ليس فقط الأموال اللازمة للعيش برفاهية، بل أيضًا الثروات التي تتيح له بناء حياة مستقرة في المنفى، بعيدًا عن متاعب الماضي.

أخبار تهمك

بعد توقيع مصر وقبرص..تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتداول الطاقة بشرق البحر المتوسط وتصديره إلى أوروبا - 1 - سيناء الإخبارية

بعد توقيع مصر وقبرص..تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتداول الطاقة بشرق البحر المتوسط وتصديره إلى أوروبا

توتر بين الجامعة العربية وحماس حول مستقبل غزة بعد الحرب - 3 - سيناء الإخبارية

توتر بين الجامعة العربية وحماس حول مستقبل غزة بعد الحرب

فبفضل دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تمكن الأسد من الخروج من البلاد بأمان، حيث قدم له بوتين الأمر الصريح بإخراجه وسط انهيار نظامه. ومع المال الذي جلبه الأسد معه، بدأ يشق طريقه في الحياة الجديدة التي كانت محمية بالكامل من جميع الجوانب.

من قصر دمشق إلى موسكو سيتي.. 19 شقة فاخرة وحماية روسية مشددة لأسرة الرئيس السوري المخلوع - 5 - سيناء الإخبارية

ووفقًا للصحافي، “الأمر بسيط، عندما تصبح ثريًا، تصبح أنت المسيطر. المال يمكن أن يفتح لك الأبواب، ويجعلك تتجنب أي أزمات، بما في ذلك مع السلطات الروسية.”

السرية حول حياة الأسد في موسكو
على الرغم من أن حياة بشار الأسد في موسكو لا تحظى بتغطية إعلامية كبيرة، إلا أن الشائعات حول عائلته وانتقالاتهم في العاصمة الروسية تتداول بشكل واسع داخل دوائر النخبة الروسية. وسائل الإعلام الروسية تعتبر موضوع الأسد “محظورًا”، حيث لا يجرؤ أي صحافي على الخوض في تفاصيل حياتهم اليومية أو أماكن إقامتهم.

وهذا التكتيم الإعلامي يعود جزئيًا إلى خوف السلطات الروسية من أن أي تسريب قد يزعج السلطات السورية الجديدة، مما يضر بمصالح روسيا في المنطقة.

ومع ذلك، تظل هناك تسريبات عبر تطبيقات مثل “تلغرام” حيث يتم جمع المعلومات بشكل غير رسمي. ووفقًا للصحافي، يمكن من خلال جمع هذه المعلومات تكوين صورة موثوقة عن حياة الأسد الجديدة في موسكو.

استثمار المال في موسكو سيتي
منذ سنوات، بدأت عائلة الأسد في استثمار ثروتها في موسكو سيتي، وهي واحدة من أرقى مناطق العاصمة الروسية. فعلى الرغم من أن الصحافي الذي نقل هذه المعلومات يشير إلى أن عائلة الأسد قامت بشراء نحو 19 شقة في هذه المنطقة، إلا أن معظم هذه الشقق لم تكن مجرد استثمارات، بل كانت بمثابة “تذكرة دخول إلى نادي النخبة في موسكو”.

من قصر دمشق إلى موسكو سيتي.. 19 شقة فاخرة وحماية روسية مشددة لأسرة الرئيس السوري المخلوع - 7 - سيناء الإخبارية

فقد اشتروا شققًا فاخرة بمبالغ ضخمة تجاوزت الـ2 مليون دولار للشقة الواحدة، ولكنهم فضلوا وحدات أعلى جودة من المعايير المعتادة. وبهذا، أصبحوا جزءًا من مجتمع الأثرياء في موسكو، رغم أنهم لم يشاركوا بشكل كبير في الحياة الاجتماعية لهذه المنطقة.

ويبدو أن بشار الأسد قد اختار الابتعاد عن الأضواء بشكل كبير، ربما بسبب حالة زوجته أسماء الصحية أو بسبب الحماية الأمنية الشديدة التي تحيط به.

حماية الأسد في موسكو: أولوية أمنية روسية
من خلال مصادر في أجهزة الأمن الروسية، يُقال إن نصف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي مُخصص لحماية الأسد. وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو مبالغًا فيه، إلا أن الحقيقة تبقى أن الأسد يعتبر هدفًا هامًا بالنسبة للأمن الروسي، خاصةً في ظل وجود تهديدات محتملة من الجهاديين الذين قد يسعون للانتقام منه بعد مشاركتهم في الحروب ضد نظامه. ويُذكر أن بعض هؤلاء الجهاديين قد عادوا إلى روسيا، ما يجعل من عملية حمايته أمرًا ذا أولوية قصوى.

الأسد في عالم الأعمال
يتوقع البعض أن بشار الأسد سيغامر في عالم الأعمال بعد خروجه من السلطة، وهو ما يبدو أنه بدأ فعلاً، ولو عن طريق أبنائه. ففي مايو 2022، أسس ابن عم الأسد، إياد مخلوف، شركة عقارات في موسكو. وعلى الرغم من أن الأسد نفسه لم يشارك بشكل علني في هذا المجال، إلا أن هذا قد يكون مجرد بداية لمشروع تجاري أوسع يستفيد منه الأبناء بشكل غير مباشر.

ويبدو أن الأسد قد بدأ بالفعل في نقل جزء من أمواله إلى روسيا، حيث نُقلت أوراق نقدية تقدر بـ250 مليون دولار على مدار عدة رحلات، وهو ما يتيح له الاستثمار في مشاريع متعددة.

المستقبل: ابنه حافظ الأسد
يركز الأسد الآن على ابنه حافظ، الذي يتوقع البعض أن يصبح اللاعب الرئيسي في حياة العائلة المستقبلية في موسكو. فقد أكمل حافظ دراسته في موسكو ويحظى بفهم عميق للثقافة الروسية. وقد يكون هو من سيقود عائلة الأسد نحو الاستفادة من فرص الأعمال في روسيا، والتي لا تعد ولا تحصى.

من قصر دمشق إلى موسكو سيتي.. 19 شقة فاخرة وحماية روسية مشددة لأسرة الرئيس السوري المخلوع - 9 - سيناء الإخبارية
نادي الديكتاتوريين المعزولين
في موسكو، أصبح الأسد جزءًا من “نادي الديكتاتوريين المعزولين”، الذي يضم سياسيين سابقين مثل فيكتور يانوكوفيتش، الرئيس الأوكراني السابق، الذي هو الآخر لجأ إلى روسيا بعد الإطاحة به. ولكن على الرغم من ارتباط الأسد بهذه المجموعة، فإن الروس يتوخون الحذر في التعامل معه سياسيًا، إذ يُقال إنه لم يلتقِ بالرئيس الروسي بوتين منذ وصوله إلى موسكو.

في النهاية، يجد بشار الأسد نفسه في عالم جديد تمامًا، يختلف عن عالم السياسة والسلطة الذي كان يعيشه سابقًا. ورغم أن حياته الآن تتسم بالهدوء والراحة، إلا أن الأضواء التي كانت تلاحقه في سوريا قد خفت، ليعيش الآن بعيدًا عن التوترات السياسية في حياة هادئة ولكن محاطة بالغموض والشائعات.