استطلاع رأي يكشف 52% من الأمريكيين غير راضين عن أداء ترامب مقابل 48% أبدوا رضاهم عنه

مع استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإلقاء خطابه الأول أمام الكونجرس منذ عودته إلى البيت الأبيض، كشف استطلاع جديد أجرته شبكة “سي إن إن” بالتعاون مع مؤسسة SSRS، أن غالبية الأمريكيين لا يزالون غير راضين عن أدائه، كما يعبرون عن تشاؤمهم بشأن الاتجاه الذي تسير فيه البلاد تحت قيادته. يأتي هذا الاستطلاع بعد أقل من 100 يوم على فوز ترامب في الانتخابات وتوليه الرئاسة رسميًا في 20 يناير الماضي.

معدلات الرضا عن أداء ترامب

أظهر الاستطلاع أن 52% من الأمريكيين غير راضين عن أداء ترامب، مقابل 48% أبدوا رضاهم عنه، وهي نسب قريبة مما ورد في استطلاع سابق أجري منتصف فبراير. وأكدت “سي إن إن” أن هذا الاستطلاع اكتمل قبل وقوع المشادة الكلامية الحادة بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داخل المكتب البيضاوي.

ورغم هذه النتائج، فإن نسبة الموافقة على أداء ترامب، والتي بلغت 48% قبل خطابه المرتقب، تعد أعلى من مستواها قبل خطابه الأول في 2017، مما يشير إلى تحسن طفيف في شعبيته مقارنة بالماضي.

أخبار تهمك

قلة زراعية غير مسبوقة.. جهاز “مستقبل مصر” يستهدف استصلاح 4.5 مليون فدان وإنشاء 300 صومعة غلال بحلول 2027

استمرار الاحتلال الإسرائيلي في التهرب من التزاماته سيزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني بالمنطقة

الانقسام السياسي الحاد

أبرزت نتائج الاستطلاع استمرار الانقسام السياسي الحاد بين الأمريكيين، حيث يحظى ترامب بتأييد كاسح داخل الحزب الجمهوري، إذ يوافق 90% من الجمهوريين على أدائه، في حين أن 90% من الديمقراطيين يعارضونه بشدة. أما المستقلون، فقد أبدى 59% منهم عدم رضاهم عن أدائه، ما يعكس استمرار حالة الاستقطاب السياسي في البلاد.

ويأتي هذا الاستطلاع في توقيت حساس، حيث لم يمضِ سوى شهرين على بدء ترامب فترة ولايته الثانية بعد فوزه في انتخابات نوفمبر 2024، فيما يترقب الجميع خطابه أمام الكونجرس، الذي من المتوقع أن يستعرض فيه رؤيته وأولوياته للمرحلة المقبلة، في محاولة لتحسين صورته واستقطاب المزيد من التأييد الشعبي.

ووفقًا لشبكة “سي إن إن”، أُجري الاستطلاع في الفترة من 24 إلى 28 فبراير، وشمل عينة وطنية عشوائية مكونة من 2,212 شخصًا بالغًا، تم اختيارهم عبر أساليب إحصائية دقيقة، وأُجريت المقابلات عبر الهاتف أو الإنترنت، مع هامش خطأ يبلغ ±2.4 نقطة مئوية.

سياسات ترامب وأولوياته في نظر الأمريكيين

كشف الاستطلاع أن الأمريكيين ينظرون إلى سياسات ترامب بتوجس، حيث يرى 45% أنها تقود البلاد في الاتجاه الخاطئ، مقابل 39% فقط يعتقدون أنها تسير في الاتجاه الصحيح، بينما لم يحدد 15% موقفهم.

للمقارنة، ففي مارس 2017، كان الأمريكيون منقسمين بالتساوي تقريبًا حول هذا السؤال، لكن بحلول يناير 2018، زادت نسبة من يعتقدون أن سياساته تأخذ البلاد في مسار خاطئ بفارق 12 نقطة مئوية.

وفيما يتعلق بأولويات ترامب، أظهر الاستطلاع أن 52% من الأمريكيين يرون أنه لا يولي الاهتمام الكافي لأهم القضايا التي تواجه البلاد، مقابل 40% فقط يعتقدون أنه يركز على الأولويات الصحيحة.

حتى بين مؤيديه، أبدى 12% ممن يوافقون على أدائه و9% ممن يعتقدون أن سياساته تسير في الاتجاه الصحيح، تشككهم في أولوياته، بينما رأى 18% من الجمهوريين والمستقلين الداعمين له أنه لم يركز على القضايا الأكثر أهمية بالشكل المطلوب.

تداعيات الاستطلاع على خطاب ترامب المرتقب

تشير هذه النتائج إلى أن ترامب سيواجه تحديًا كبيرًا في خطابه أمام الكونجرس، حيث سيكون مطالبًا بإقناع المزيد من الأمريكيين بدعم سياساته، في ظل الانقسام الواضح بين مؤيديه ومعارضيه.

ومع تراجع الثقة في أولوياته حتى داخل بعض الأوساط المؤيدة له، سيحتاج إلى تقديم رسائل قوية ومقنعة حول رؤيته للمستقبل، إذا كان يسعى لتعزيز شعبيته وتقليل حالة الاستقطاب الحاد التي تشهدها البلاد.