تفاصيل مفاوضات الجولة الأولى بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان
قالت الحكومة الإيرانية، اليوم الأحد، إن الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة التي أُجريت في العاصمة العمانية مسقط، كانت مليئة بالروح البناءة والمهنية.
وأكدت طهران في بيان رسمي أن الهدف من هذه المحادثات هو متابعة المسار الدبلوماسي بهدف رفع العقوبات المفروضة عليها، وتخفيف الضغوط على الشعب الإيراني.
المحادثات التي جرت أمس السبت، تمحورت حول سعي إيران لتخفيف العقوبات الأمريكية مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
هذه المحادثات فتحت الطريق أمام مفاوضات أعمق وأكثر جدية من المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل، وفقًا لما ذكرته مصادر مطلعة على الاجتماع.
أخبار تهمك
خطوة للأمام
تجدر الإشارة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد بدأت، أمس السبت، محادثات هامة مع إيران في عمان، وذلك في إطار سعي الولايات المتحدة لوقف تقدم طهران نحو امتلاك سلاح نووي، في ظل التهديدات المستمرة بالعمل العسكري الأمريكي ضد إيران.
هذه المحادثات تمثل أعلى مستوى من الحوار بين البلدين منذ سنوات، وأصدر الجانبان بيانًا مشتركًا عقب الاجتماع الذي تضمن إشارات إيجابية.
من جهته، وصف البيت الأبيض المحادثات بأنها “خطوة إلى الأمام”، بينما صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن الجولة المقبلة من المفاوضات، المقررة يوم السبت القادم، ستشمل مناقشة جدول زمني للمفاوضات وربما تحديد إطار عام لاتفاق نووي جديد. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة وإيران يخططان لمواصلة المحادثات خلال الأسبوع المقبل.
3 مطالب إيرانية
قدم الوفد الإيراني ثلاثة مطالب رئيسية خلال المحادثات، والتي تمحورت بشكل أساسي حول تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
وكان من أبرز هذه المطالب: الوصول الفوري إلى مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة في الخارج، رفع القيود على صادرات النفط الإيرانية، وتخفيف سريع للعقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
في المقابل، أبدت إيران استعدادها للعودة إلى مستويات التخصيب النووي التي تم الاتفاق عليها في اتفاق عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب في ولايته الأولى. وأوضحت مصادر إيرانية وأوروبية أن هذا العرض هو جزء من استعداد طهران للتعاون، شريطة أن يتم تخفيف العقوبات.
محادثات غير مباشرة
أشار تقرير وكالة “رويترز” إلى أن محادثات السبت، التي جرت بوساطة سلطنة عمان، كانت غير مباشرة كما رغبت إيران، حيث لم تلتقِ الوفود وجهاً لوجه، بل تم التواصل بين الجانبين من خلال رسائل متبادلة عبر وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي.
ترأس الوفد الأمريكي ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس ترامب والمقرب منه، بينما مثّل الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، المفاوض النووي المخضرم.
هذا الأسلوب من التواصل ساهم في إبعاد أي تفاعلات مباشرة بين الطرفين، في خطوة تستهدف توفير بيئة مناسبة للحديث عن قضايا حساسة.
خطوط حمراء إيرانية
وكان من بين المواضيع الأساسية التي تم تناولها في المحادثات، تحديد “الخطوط الحمراء” الإيرانية. حيث أصر عباس عراقجي على أن برنامج إيران النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، وأكد أن طهران ترفض تفكيكه بالكامل.
في المقابل، تمسك المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بموقف واشنطن الرامي إلى منع إيران من امتلاك القدرات النووية العسكرية.
وقد صرح ويتكوف لصحيفة “وول ستريت جورنال” بأن الهدف من هذه المحادثات هو بناء الثقة بين الطرفين، مشيرًا إلى أن هذه المفاوضات لا تركز على الشروط الدقيقة للتوصل إلى اتفاق، بل على أهمية الاتفاق نفسه وتحديد الأسس التي ستُبنى عليها المفاوضات المستقبلية.
تعليقات 0