مفاجأة في اعترافات أعضاء خلية إرهابية تم ضبطها في الأردن

كشفت السلطات الأمنية الأردنية، مساء يوم الثلاثاء 15 أبريل 2025، عن تفاصيل خطيرة تتعلق بخلية إرهابية كانت تخطط لتنفيذ عمليات تهدد الأمن القومي للمملكة.
ووفقًا لما بثته الجهات المختصة في مقطع فيديو موثق، فقد تضمنت الاعترافات المصورة لأفراد الخلية معلومات دقيقة عن مخطط كان يهدف إلى تصنيع صواريخ محليًا في الأردن، تمهيدًا لاستهداف مواقع حساسة داخل البلاد.
وتُظهر التحقيقات أن نشاط الخلية بدأ منذ عام 2021، أي قبل اندلاع أحداث 7 أكتوبر 2023، وقد تم القبض على عناصرها في شهر فبراير الماضي بعد متابعة أمنية دقيقة من قبل دائرة المخابرات العامة الأردنية.
أخبار تهمك
وتكوّنت الخلية من ثلاثة عناصر رئيسيين، قادهم المتهم إبراهيم محمد، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين المصنّفة “إرهابية”، بحسب ما ورد في التحقيقات الرسمية.
ووفق اعترافات المتهمين، فقد كانت أولى خطوات الخلية هي تبنّي فكرة تصنيع الصواريخ داخل المملكة بشكل غير مشروع. وكان إبراهيم محمد هو صاحب هذه الفكرة والمحرك الرئيسي للمخطط، إذ عمل على تنظيم زيارات سرّية إلى لبنان لعنصرين من الخلية، هما عبد الله هشام ومعاذ الغانم، بهدف تلقي تدريبات فنية على يد عناصر تنظيمية في بيروت، استعدادًا لتنفيذ المشروع داخل الأردن.
في المقابل، كُلّف العنصر الثالث، محسن الغانم، بمهمة نقل الأموال اللازمة لتمويل المشروع من الخارج إلى داخل المملكة.
وبحسب المقطع المصور الذي نشرته السلطات، فقد قامت الخلية بإنشاء مصنع لتصنيع الصواريخ في محافظة الزرقاء، إلى جانب مستودع لتخزين المواد الخام والنماذج الأولية في منطقة النقيرة بالعاصمة عمّان.
وتم استيراد ماكينات متخصصة لهذا الغرض، فضلاً عن استخدام أدوات محلية، وتم تجهيز غرفة سرية ذات باب إسمنتي مموّه لإخفاء المعدات والنماذج الجاهزة.
كما كشفت السلطات عن العثور على مجموعة من القطع المعدنية ذات الأشكال الأنبوبية والمخروطية، بالإضافة إلى هياكل هندسية أخرى تبيّن أنها تُستخدم في صناعة صواريخ قصيرة المدى من نوع “جراد”، حيث تم تصميم نماذج مشابهة لهياكل تلك الصواريخ بانتظار تزويدها بمواد متفجرة ومحركات دفع وصواعق تصادمية.
وأشار التقرير الأمني إلى أن الإمكانيات التي وفرتها الخلية كانت قادرة على إنتاج نحو 300 صاروخ محلي الصنع بمدى يتراوح بين 3 إلى 5 كيلومترات، وهو ما يُشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الوطني في حال تم تنفيذ المخطط. وقد نجحت الأجهزة الأمنية، بفضل مراقبتها الدقيقة والمتواصلة، في تحديد ساعة الصفر والقبض على عناصر الخلية فور اكتمال تصنيع النموذج الأول.
وتضمّن الفيديو لقطات حصرية من مواقع التصنيع والتخزين، بالإضافة إلى مقاطع من الاعترافات التي أدلى بها المتهمون. وفي اعترافه، قال المتهم معاذ الغانم إن ابن عمته عبد الله هشام اقترح عليه في منتصف عام 2021 السفر إلى لبنان، حيث التقيا بشخص يُدعى “أبو أحمد”، عرّفهما على آلية تصنيع هياكل الصواريخ. وتلقى العنصران تدريبات في مخارط لبنانية مخصصة لهذا النوع من الصناعات.
من جانبه، أكد المتهم محسن الغانم أنه تسلم مبلغًا قدره 20 ألف دولار من أحد الأشخاص في الخارج يدعى إبراهيم، وتبيّن لاحقًا أنه ذاته المتهم الرئيس في القضية، وقام لاحقًا بتسليم المبلغ إلى عبد الله هشام لدعم المشروع التخريبي.
وأكدت السلطات أن هذه العملية تمثل ضربة استباقية مهمة ضد محاولة استهداف الأردن من الداخل، مشيرة إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لكشف المزيد من التفاصيل حول ارتباطات الخلية الخارجية وتمويلها، وملاحقة أي عناصر محتملة قد تكون ذات صلة بالمخطط.
تعليقات 0