27 أبريل 2025 00:40
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مسقط تحتضن جولة جديدة من المفاوضات بين واشنطن وطهران وسط تصاعد التوتر النووي

تنطلق اليوم السبت في العاصمة العُمانية مسقط الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، في محاولة جديدة للتوصل إلى اتفاق يحد من طموحات طهران النووية.

وتُجرى هذه الجولة وسط أجواء حذرة، في ظل استمرار الخلافات الجوهرية بين الطرفين رغم التأكيد على الالتزام بالمسار الدبلوماسي.

يقود الجانب الإيراني في هذه المباحثات وزير الخارجية عباس عراقجي، بينما يمثل الولايات المتحدة مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عبر وساطة عمانية.

وتأتي هذه الجولة بعد لقاءات وصفت بالبناءة في روما الأسبوع الماضي، والتي مهدت للانتقال إلى مرحلة أكثر تفصيلًا في مسقط، تبدأ على مستوى الخبراء بهدف صياغة إطار مبدئي لاتفاق محتمل.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق، مؤكدًا في تصريحات لمجلة “تايم” أمس الجمعة: “أعتقد أننا سنبرم اتفاقًا مع إيران”، لكنه في الوقت نفسه جدّد تهديده باللجوء إلى العمل العسكري إذا فشلت المساعي الدبلوماسية.

رغم رغبة واشنطن وطهران المُعلنة في استمرار الحوار، لا تزال الهوة بينهما واسعة، خاصة مع استمرار الخلافات المتراكمة منذ عقود.

ترامب سبق أن انسحب عام 2018 من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية عام 2015، معيدًا فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران ضمن سياسة “الضغوط القصوى”، مما دفع إيران لاحقًا إلى تسريع برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من المعدل اللازم لصناعة سلاح نووي وفق تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في المقابل، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مؤخرًا أن أي اتفاق جديد ينبغي أن يُجبر طهران على وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، مع الاعتماد على الاستيراد لتزويد محطة بوشهر النووية الوحيدة بالوقود.

وتشير مصادر إيرانية إلى استعداد طهران للقبول ببعض القيود على أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات، لكنها ترفض بشكل قاطع إنهاء برنامج التخصيب أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب، وهو ما تعتبره من “ثوابتها الوطنية التي لا تخضع للتفاوض”.

من جهة أخرى، يرى دبلوماسيون أوروبيون أن الاتفاق يجب أن يتضمن أيضاً قيودًا صارمة تحول دون امتلاك إيران قدرة حقيقية على تزويد صواريخها برؤوس نووية.

إلا أن طهران ترفض إدراج برنامجها الصاروخي ضمن أي محادثات، معتبرة أن قدراتها الدفاعية خط أحمر غير قابل للنقاش.

وأكد مسؤول إيراني مطلع على تفاصيل المفاوضات أن البرنامج الصاروخي يمثل بالفعل إحدى العقبات الرئيسية أمام تحقيق تقدم جوهري في المحادثات الجارية.