30 أبريل 2025 00:47
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

نتنياهو يكشف تفاصيل سرية عن “عملية البيجر”.. وموجة انتقادات تجتاح إسرائيل

أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاصفة من الانتقادات والجدل داخل إسرائيل، بعدما كشف في مؤتمر عام عن تفاصيل سرية للغاية تتعلق بعملية استخباراتية استهدفت شبكة اتصالات تابعة لحزب الله اللبناني، فيما عُرف بـ”عملية البيجر”.

وخلال مشاركته في مؤتمر نظمته شبكة “JNS” الأميركية، كشف نتنياهو أن إسرائيل قامت سابقًا بقصف جهاز لفحص المتفجرات كان في طريقه من إيران إلى لبنان، بهدف فحص أجهزة نداء من نوع “البيجر”، كان من المقرر استخدامها من قبل كوادر تابعة لحزب الله. وأضاف أن العملية كانت جزءًا من تحرك استخباراتي أوسع لكشف طرق التواصل التي تعتمدها الجماعة اللبنانية، والتي تدعمها طهران.

مؤسسة الأمن “مصدومة” و”غاضبة”
ما قاله نتنياهو لم يكن جديدًا على مستوى العمل الاستخباراتي، لكن خطورة التصريح تكمن في كشفه لتفاصيل محاطة بأقصى درجات السرية، لا يعرفها إلا عدد محدود من المسؤولين الأمنيين.
وسائل الإعلام الإسرائيلية، ومنها صحيفة “هآرتس” و”معاريف”، وصفت ما جرى بأنه “زلزال أمني”، مشيرة إلى دهشة الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها جهاز الاستخبارات “الموساد”، من أن يتحدث رئيس الوزراء علنًا عن عملية لا تزال تبعاتها وتداعياتها قائمة، وأن بعض أجزائها لم تُغلق بعد.

المعارضة تفتح النار: “تهور واستخدام سياسي للموساد والشاباك”
زعيم المعارضة يائير لابيد لم يتأخر في الرد، وقال في تصريحات نشرتها القناة 12 الإسرائيلية:

“حديث نتنياهو عن عملية البيجر ليس سوى استعراض سياسي، يكشف عن أساليب عملياتية حساسة، ويُعرّض أمن إسرائيل للخطر. كان بإمكاني التحدث عن العملية حين كنت رئيسًا للوزراء في نهاية 2022، لكنها مسؤولية وطنية تحتم الصمت لا التفاخر”.

واتهم لابيد نتنياهو بالسعي لتسييس الأجهزة الأمنية، قائلاً: “يحاول نتنياهو تحويل جهاز الشاباك إلى أداة لخدمة مصالحه الشخصية والسياسية، وهذه سابقة خطيرة تهدد مصداقية الأمن القومي الإسرائيلي”.

خلفية “عملية البيجر”
في 17 و18 سبتمبر 2024، شهدت عدة مناطق لبنانية، خاصة في بيروت وضاحيتها الجنوبية، تفجيرات متزامنة استهدفت أجهزة اتصال من نوع “بيجر” وأجهزة لاسلكية (ووكي-توكي)، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات، بينهم مدنيون وأطفال وعاملون في القطاع الصحي.

وأشارت التحقيقات اللبنانية والأممية لاحقًا إلى أن تلك الأجهزة كانت قد تم تهريبها من الخارج، ويُعتقد أنها كانت تستخدمها شبكات تابعة لحزب الله للتنسيق بعيدًا عن الرقابة التقليدية، لكن انتشارها بشكل غير مضبوط أدى إلى وصولها إلى جهات مدنية ومنظمات غير حكومية، ما زاد من عدد الضحايا.

“ضرر استخباراتي قد يمتد لسنوات”
بحسب تقارير منشورة في صحيفة “إسرائيل هايوم”، فإن تصريح نتنياهو أدى إلى حالة من الارتباك داخل وحدات التنصت والرقابة الاستخباراتية، التي بدأت مراجعة عاجلة لكافة العمليات الجارية أو المخططة، خشية أن يؤدي كشف الأساليب والأسلحة المستخدمة إلى فقدان أفضلية استراتيجية في حرب المعلومات مع خصوم إسرائيل في المنطقة.

ويقول محللون أمنيون إن الضرر الذي سببه تصريح نتنياهو لا يقتصر على عملية “البيجر”، بل قد يمتد إلى طرق تشغيل العملاء، وأدوات الاختراق التكنولوجي، وخطط التعامل مع شبكات الاتصالات العسكرية والإرهابية.

الحكومة في مأزق… والأنظار تتجه إلى غزة
وسط هذه الأزمة، تواصل حكومة نتنياهو تعثرها في تحقيق “نصر حاسم” في غزة، بعد أكثر من عام ونصف على بدء العمليات ضد حماس، وهو ما دفع المعارضة إلى اتهام نتنياهو بمحاولة “تلميع صورته” عبر تسويق عمليات أمنية ناجحة، ولو على حساب السرية.

وقال لابيد في تصريح لصحيفة “يديعوت أحرونوت”: “منذ عام ونصف والحكومة تحارب حماس دون نتيجة تُذكر، لا انتصار تحقق، ولا المخطوفون عادوا. إذا كانت الحكومة تُلوّح بتوسيع العملية في غزة، فعليها أن تدرك أن ذلك يعني التخلي عن الأسرى”.