25 ديسمبر 2024 02:59
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

إسرائيل تتحدى العالم.. حكومة الاحتلال ترفض قرار وقف إطلاق النار في غزة.. وأمريكا تمسك العصا من المنتصف

مجلس الأمن

تعكس ردود الأفعال الإسرائيلية على قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف النار في غزة عدم اعتراف إسرائيل بسلطة المجلس وعدم اهتمامها بقراراته. يُظهر التاريخ المتكرر للإسرائيليين عدم الامتثال للقرارات الدولية، مما يبرز بوضوح في تصريحات مسؤولين إسرائيليين بارزين.

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، على عدم وجود “حق أخلاقي” لأي جهة لوقف الحرب قبل تحرير المختطفين. بينما قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إن قرار المجلس يظهر “عداءً للسامية” ويشجع حماس، ودعا إلى زيادة التصعيد واستمرار القتال بكل قوة.

وفي إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن إسرائيل لن تتوقف عن القتال حتى يتم القضاء على حماس ويتم إعادة المختطفين. كما أكد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، على ضرورة مواصلة القتال حتى القضاء التام على حماس.

وفي ظل هذه التصريحات، قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلغاء زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن، ردًا على امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على القرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي، معتبرًا ذلك “تراجعًا واضحًا” عن المواقف السابقة للولايات المتحدة في المجلس.

وصدق مجلس الأمن الدولي أمس الإثنين، على قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى وقف العنف والتوترات المتصاعدة في المنطقة. حظي هذا القرار، الذي حصل على تأييد 14 عضوًا من أعضاء المجلس، بتأييد كبير من الدول الأعضاء في المجلس، فيما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.

وعلى الصعيد الدولي، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، على ضرورة تنفيذ هذا القرار دون تأخير، محذرًا من أن عدم الامتثال له قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتصاعد العنف في المنطقة. وجاءت تصريحاته عبر منصة إكس، حيث أكد على أن الوقت الآن لا يسمح بالتردد أو التأخير في التنفيذ.

في السياق ذاته، رد وزير الدفاع الإسرائيلي على هذا القرار بالتأكيد على استمرار العدوان الإسرائيلي قطاع غزة، زاعما أن إسرائيل تعمل على حماية أمنها وسلامة مواطنيها في ظل استمرار التهديدات الإرهابية التي تشنها جماعات مسلحة في القطاع.

وأضاف “جالانت” أنه سيشدد في اجتماعه مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في البيت الأبيض، على أهمية تدمير حركة حماس وإعادة المحتجزين إلى ديارهم، وأردف: “سنعمل ضد حماس في كل مكان، بما في ذلك الأماكن التي لم نصل إليها بعد”.

وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي: “سنحدد بديلًا لحماس، حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من إكمال مهمته. ليس لدينا حق أخلاقي في وقف الحرب ولا يزال هناك رهائن محتجزون في غزة”.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بعد التصويت إن “دولة إسرائيل لن تحاصر النار، وسندمر حماس وسنواصل القتال حتى يعود آخر المختطفين إلى الوطن”.

تقليل إسرائيلي من القرار

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أن “مطلب الوقف الفوري لإطلاق النار الذي أقره مجلس الأمن الدولي (الإثنين) لم يمر في إطار المادة السابعة، وبالتالي فهو غير ملزم وليس له معنى فوري، إلا أنه قد تكون له عواقب مثيرة للقلق بالنسبة لإسرائيل”.

وأضافت الصحيفة العبرية، أن “إسرائيل تخشى أن يؤدي استمرار القتال الآن إلى نقاش في المجتمع الدولي حول انتهاك قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار مع حماس، في حين لن يتم في المقابل ممارسة أي ضغط على حماس، كما أن حقيقة أن إسرائيل لن تحترم القرار على الأرجح تعزز الحجج ضد الدولة في محكمة العدل الدولية في لاهاي والمحكمة الجنائية الدولية، وتجعل الوضع أسوأ”.

قرار معقد وخطير

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي كبير إن “هذا قرار معقد وخطير للغاية، لقد قلنا إن وقف إطلاق النار هو نتيجة لإطلاق سراح الرهائن، والقرار يعني بشكل أساسي أن وقف إطلاق النار قيمة في حد ذاته”، وفق “يديعوت أحرنوت”.

وعلّق المسؤول الإسرائيلي على قرار نتنياهو بإلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، بسبب القرار الأمريكي بالامتناع عن التصويت وعدم استخدام الفيتو، قائلًا: “رده يفاقم المشكلة، إنه يضعنا في الزاوية أكثر بإلغاء الوفد إلى الولايات المتحدة”.

ووفقًا له، “إنه بمجرد أن تكون هناك إدانات من الجانب الآخر سيكون هناك حق النقض من قبل روسيا والصين، ونحن الآن ليس لدينا حق النقض الأمريكي في جيوبنا، فالقرار ليس جيدًا لأن الدعوة إلى وقف إطلاق النار منفصلة عن أي إجراء من قبل الجانب الآخر، ما يعني أنه يتم الضغط علينا نحن فقط”.

أزمة بين إسرائيل وأمريكا

وتسبب امتناع الأميركيين عن التصويت وإلغاء الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن في تعميق أزمة العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وقال مكتب رئيس الوزراء في نهاية التصويت إن “الولايات المتحدة انسحبت من موقفها الثابت في الأمن”، وربط المجلس فيه وقف إطلاق النار بالإفراج عن المختطفين”.