بدأت رحلة بناء أحد أهم معالم الحضارة الإسلامية، الجامع الأزهر الشريف في مثل هذا اليوم من عام 970 ميلاديا.
وبني هذا الصرح العلمي العريق بأمر من القائد جوهر الصقلي، قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، بعد عام واحد فقط من تأسيس مدينة القاهرة.
استغرقت عملية البناء 27 شهرًا، وتم افتتاح الجامع للصلاة لأول مرة في يوم الجمعة 7 رمضان 361هـ الموافق 21 يونيو 972م. لم يقتصر دور الأزهر على كونه مسجدًا فقط، بل تحول سريعًا إلى جامعة علمية يُتَدرّس فيها مختلف العلوم الدينية والدنيوية.
وزعم الفاطميون أن اسم الجامع نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء، ابنة النبي صلى الله عليه وسلم وزوجة الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، التي ينتسب إليها الفاطميون.
وبعد انتهاء دولة الفاطميين على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي عام 1171م، تم إيقاف صلاة الجمعة في الجامع الأزهر، وأُنشأت العديد من المدارس السُنِيَّة للقضاء على المذهب الشيعي في مصر.
ونجح صلاح الدين الأيوبي في إعادة المذهب السُني إلى مصر، وانتهت بذلك علاقة الجامع الأزهر بالمذهب الشيعي، ليصبح منارة للعلم والمعرفة على مر العصور.
يُعدّ الأزهر الشريف اليوم أحد أهم المؤسسات الدينية والعلمية في العالم الإسلامي، ورمزًا للوسطية والاعتدال، وداعمًا للحوار بين الأديان والثقافات.
