“خاركيف” مدينة في مرمى النار.. روسيا تصب قذائف غضبها على ثاني أكبر مدن أوكرانيا.. وكييف تنتظر مساعدة عاجلة
معركة محتدمة تدور رحاها على مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، حيث تسعى القوات الروسية للسيطرة عليها مستغلة قربها من الحدود.
ويُحذر الخبراء العسكريون من أن سقوط خاركيف سيكون له تداعيات كارثية على أوكرانيا، حيث ستعزز روسيا مكانتها بشكل كبير في الحرب وتسيطر على جزء هام من شرق البلاد.
وتواجه القوات الأوكرانية تحديات هائلة في صد الهجوم الروسي، حيث تعاني من نقص في الذخائر والدفاعات الجوية والإمدادات، بينما تستعد روسيا لحشد المزيد من القوات.
ويُردد المسؤولون الأوكرانيون دعواتهم للحصول على مساعدة عسكرية عاجلة من الدول الغربية، خاصة أنظمة الدفاع الجوي، لحماية سماء خاركيف من الغارات الروسية المتواصلة.
وتشير التقارير إلى أن القوات الروسية تستهدف السيطرة على مدينة خاركيف، وهي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، في الأشهر القليلة المقبلة. يُعتبر قرب المدينة من الحدود الروسية وضعف القوات الأوكرانية عوامل تُسهل عملية السيطرة عليها.
الخبير العسكري جاكوب باراكيلاس يؤكد أن موقع خاركيف يجعلها هدفاً سهلاً للسيطرة الروسية، بالإضافة إلى ضعف القوات الأوكرانية الذي بدا واضحًا خلال الفترة الماضية.
من جانبه، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خاركيف بأنها “إحدى عواصم” أوكرانيا، مما يُظهر أهمية المدينة بالنسبة للبلاد.
تزايدت حاجة أوكرانيا إلى الذخيرة والدفاعات الجوية والإمدادات الجديدة، مما يعكس التوتر المتزايد على الحدود الروسية الأوكرانية وتوقعات ببدء هجوم صيفي من قبل القوات الروسية.
أثارت التصريحات الأخيرة للكولونيل أندريه زادوبيني، المسؤول الصحفي في مجموعة خورتيتسيا الأوكرانية للقوات العاملة في شمال شرق أوكرانيا، تساؤلات بشأن قدرة القوات الدفاع الأوكرانية على الصمود في وجه أي هجوم محتمل على مدينة خاركيف دون الحصول على دعم عسكري أمريكي مباشر.
ويؤكد زادوبيني على استعداد القوات الأوكرانية للدفاع عن أراضيها وحماية مدنها، ولكنه يعرف جيدًا أن ذلك قد يتطلب تضحيات بالأرواح ومواجهة تحديات كبيرة.
من جهة أخرى، يشير الخبير العسكري جاكوب باراكيلاس إلى أن هناك تحذيرات بشأن احتمال تعرض خاركيف لهجوم من قبل القوات الروسية، مستندًا إلى قرب المدينة من الحدود الروسية والتقارير عن ضعف القوات الأوكرانية في الفترة الأخيرة. وعلى الرغم من أن الكرملين قد يحمل المبادرة في الصراع، فإنه ما زال يواجه تحديات في تنفيذ تكتيكات فعالة، مما يعني أن الجيش الروسي قد يواجه صعوبات في الحفاظ على وتيرة الهجمات بشكل مستدام.
في نهاية المطاف، يظل الوضع محورًا للقلق، حيث يعمل الجانبان على تعزيز قدراتهما وتجهيزاتهما، مع الوعي بأن أي تصعيد قد يؤدي إلى تبعات خطيرة وتضحيات بشرية كبيرة
حشد روسي وأوكراني
ويسابق الجيش الأوكراني الزمن لإعادة ملء صفوفه، وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقّع الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكي على خفض سن التجنيد إلى 25 عامًا، بدلًا من 27 عامًا، وحذّر زيلينسكي من أن “روسيا تستعد لحشد 300 ألف جندي إضافي في الأول من يونيو”.
وقال رئيس القيادة الأمريكية الأوروبية، الجنرال كريستوفر كافولي، للمشرّعين الأمريكيين الأسبوع الماضي، إن الجيش الروسي أصبح أكبر بنسبة 15% عما كان عليه في فبراير 2022، وإنه يتعلم الدروس منذ عامين وأكثر من الحرب.
ومع ذلك، تشير”نيوزويك” إلى أنه ليس من الواضح تمامًا ما إذا كانت موسكو ستعطي الأولوية لخاركيف، وسحب الموارد بعيدًا عن الهجمات الشرسة في منطقة دونيتسك، ويشكك الخبراء الغربيون في قدرة موسكو على الحفاظ على وتيرة عملياتها في الشرق بينما تتقدم شمالًا بالقرب من خاركيف.
أما الكولونيل أندريه زادوبيني، المسؤول الصحفي في خورتيتسيا الأوكرانية، فقال إن “الجهود الرئيسية للروس تتركز في دونباس. ومع ذلك، لا يمكننا استبعاد أي خيارات”.
وبغض النظر عن ذلك، فقد تحملت خاركيف وطأة التركيز الروسي المكثف بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة، وأدت الضربات إلى تدمير البنية التحتية للطاقة في المدينة، وتدمير عدد كبير من المباني.
وقال زادوبيني: “بسبب قربها من الحدود، تتعرض منطقة خاركيف لنيران روسية منتظمة كل يوم تقريبًا”، مضيفًا أن الضربات تهدف إلى زرع الخوف العميق بين سكان المنطقة.
وكرر المسؤولون الأوكرانيون دعواتهم للحصول على أنظمة دفاع جوي، وهو ما ردده زادوبيني، وأضاف أنه “من الضروري بالنسبة لأوكرانيا أن تحمي السماء فوق خاركيف”.
وقال زيلينسكي خلال زيارة إلى شمال شرق أوكرانيا، الأسبوع الماضي، إن منطقة خاركيف “مهمة للغاية”، مضيفًا أنه “علينا أن نكون مستعدين. ويجب أن يرى الروس أننا مستعدون للدفاع عن أنفسنا”. و”يجب أن يفهم شعبنا أن أوكرانيا مستعدة في حال حاول العدو مهاجمتها”.
تعليقات 0