23 نوفمبر 2024 11:10
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تهديد وهمي يهزّ القنصلية الإيرانية في باريس.. والشرطة الفرنسية تفكك لغز السترة المفخخة

الشرطة الفرنسية

عاشت العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الجمعة، لحظات من الرعب والقلق، بعد تلقي القنصلية الإيرانية تهديدًا من مشتبه به يحمل سترة ناسفة، مما أدى إلى حالة تأهب قصوى وإجراءات أمنية مشددة في المنطقة.

ساعة الحسم

بدأت أحداث هذا اليوم الدرامي في نحو الساعة 11 صباحًا، عندما اتصل شاهد عيان بالشرطة، وأبلغهم عن رجل ملثم يدخل مبنى القنصلية الإيرانية وهو يرتدي سترة مريبة تشير إلى احتمال كونها ناسفة.

على الفور، تحركت قوات الشرطة الفرنسية وحاصرت المبنى بأعداد كبيرة من رجال الأمن المدربين على التعامل مع مثل هذه الحالات الحرجة.

ولم يقتصر الأمر على حصار المبنى، بل تم إخلاء المنطقة المحيطة بالقنصلية من المارة والسكان، وإغلاق جميع الشوارع والممرات المؤدية إليها، في محاولة لعزل أي تهديد محتمل وحماية المدنيين.

علاوة على ذلك، تم إيقاف حركة قطارات الأنفاق على خطي المترو 9 و6 اللذين تخدم محطاتهما المنطقة، كإجراء احترازي إضافي للحفاظ على سلامة الركاب.

التحقيقات تكشف مفاجأة

استمرت عمليات التحري والتأهب الأمني لساعات عدة، قبل أن تتمكن قوات البحث والتدخل، وهي وحدة نخبة من الشرطة الفرنسية، من توقيف المشتبه به دون أي مقاومة.

وتبين أن المشتبه به رجل إيراني الجنسية يبلغ من العمر 60 عامًا، كان يرتدي سترة بها جيوب كبيرة تحتوي على 3 قنابل يدوية، لكن المفاجأة كانت أن هذه القنابل كانت وهمية وغير حقيقية.

خلفية مريبة وسجل جنائي:

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها هذا الرجل القلق لدى السلطات الفرنسية، إذ أكدت النيابة العامة الفرنسية أن المشتبه به هو نفس الشخص الذي حُوكم في أكتوبر 2023 بتهمة إحراق إطارات السيارات أمام بوابة السفارة الإيرانية في باريس، على خلفية احتجاجه على السياسات التي ينتهجها النظام الإيراني.

وصدر ضده في ذلك الحين حكم بالسجن لمدة 8 أشهر مع وقف التنفيذ، إضافة إلى منعه من الاقتراب من الحي الدبلوماسي لمدة عامين، وحظر حمل السلاح.

مستوى التهديد “مرتفع للغاية”:

في أعقاب هذا الحادث الخطير، رفعت السلطات الفرنسية مستوى التأهب الأمني إلى أعلى مستوياته وهي حالة “الخطر الإرهابي الوشيك”، وذلك للمرة الأولى منذ الهجوم الإرهابي الدامي الذي استهدف مسرحًا في موسكو، الشهر الماضي.

تحذير من خطر الإرهاب:

في مارس الماضي، حذّر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، من أن مستوى التهديد الإرهابي في الغرب لا يزال “مرتفعًا للغاية”.

التهديد الداخلي: “التهديد الرئيسي، وهو من بين أوساطنا، من أشخاص يشاهدون محتوى جهادي ثم ينتقلون إلى مرحلة التنفيذ الفعلي”.
أما النوع الثاني، فهو التهديد الخارجي: “القادم من الخارج، مثل هجمات باتاكلان وهذا الهجوم الأخير في روسيا”، والذي يشهد -وفق دارمانان- “نهضة كاملة”، بعد أن أظهر “فعاليته” في موسكو.

تعرضت فرنسا لسلسلة من الهجمات الإرهابية الدامية من قبل الجماعات المتشددة في السنوات الأخيرة، ومنذ بداية العام الحالي، تم إحباط محاولتين لشن هجمات جديدة.

حرب ضد الإرهاب:

يُجسّد هذا الحادث مرة أخرى استمرار خطر الإرهاب في فرنسا، ويؤكد على ضرورة اليقظة الدائمة وجهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها السلطات الفرنسية.