بلد المشردين.. 653 ألف شخص بلا مأوى في أمريكا.. وارتفاع الإيجارات وفقدان الوظائف أبرز الأسباب
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية ازديادًا مقلقًا في أعداد المشردين، حيث وصل الرقم إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، مُسجّلاً 653 ألف شخص بلا مأوى في بداية عام 2023. ويُمثل هذا الارتفاع نسبة 12% عن العام السابق، ممّا يُنذر بأزمة إنسانية تتفاقم.
تدابير عقابية تُثير الجدل
تُناقشُ المحكمة العليا الأمريكية حاليًا اتخاذ إجراءات عقابية ضد الأشخاص الذين ينامون في العراء، ممّا قد يُؤثّر على مئات الآلاف من المشردين في جميع أنحاء البلاد. وتُثير هذه الخطوة جدلًا واسعًا، حيث يرى البعض ضرورة توفير حلول تُساعد المشردين بدلًا من معاقبتهم، بينما يرى آخرون ضرورة فرض قواعد صارمة لِردعهم عن البقاء في الشوارع.
مدينة جرانتس باس نموذجًا لِسياسات مثيرة للجدل
تُجسّدُ مدينة جرانتس باس، التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، نموذجًا لِسياسات مُثيرة للجدل حيال ظاهرة التشرد. فقد حاولت المدينة سنّ قانون يُمنع المشردين من التخييم في الأراضي العامة، مع فرض غرامات وعقوبات بالسجن على المخالفين. إلا أنّ محكمة الاستئناف أبطلت هذا القرار، ممّا يُشير إلى صعوبة معالجة هذه الظاهرة من خلال القوانين العقابية.
عوامل مُتعددة تُساهم في تفاقم الأزمة
يُعزى ازدياد أعداد المشردين في الولايات المتحدة إلى عوامل مُتعددة، تشمل ارتفاع أسعار الإيجارات، ونقص الوحدات السكنية المُيسورة التكلفة، وتفشي ظاهرة البطالة، والاضطرابات النفسية، والإدمان. وتُعاني المدن الكبرى، مثل سان فرانسيسكو وبوسطن، بشكل خاص من هذه الظاهرة، على الرغم من كونها من بين أغنى المدن في البلاد.
الحاجة إلى حلول إنسانية شاملة
لا تُعدّ العقوبات أو القوانين المُقيدة حلاً فعّالًا لمشكلة التشرد. بل إنّ الحاجة ماسّة لِاتّباع نهج إنساني شامل يُراعي ظروف المشردين ويُساعدهم على الخروج من محنتهم. وتشمل الحلول المُمكنة توفير مأوى مناسب، وبرامج دعم نفسي واجتماعي، وفرص عمل، ورعاية صحية، وبرامج تأهيلية تُساعدهم على إعادة الاندماج في المجتمع.
مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف الجهود
إنّ معالجة أزمة التشرد تتطلب تكاتف الجهود من مختلف الجهات، بدءًا من الحكومة الفيدرالية والمحلية، مُرورًا بالمنظمات غير الحكومية، وصولًا إلى أفراد المجتمع. ويجب تضافر الجهود لِتوفير حلول إنسانية تُساعد المُشردين على استعادة حياتهم الكريمة والعيش بِكرامة.
ختامًا، تُعدّ أزمة التشرد في الولايات المتحدة تحديًا إنسانيًا كبيرًا يتطلب حلولًا عاجلة وفعّالة. ويجب على الجميع مُشاركة المسؤولية والعمل معًا لِخلق مجتمع يُتيح الفرصة للجميع للعيش بأمان وكرامة.
تعليقات 0