23 نوفمبر 2024 01:34
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تغير المناخ يجعل الطيران أكثر خطورة.. كيف يتعامل الطيارون مع تلك التحديات؟

في الآونة الأخيرة، أصبحت السماء أكثر وعورة للطائرات، مما تسبب في حوادث متفرقة تراوحت بين الخفيفة والخطيرة. في ظل هذه الظروف، بات فهم تلك الاضطرابات الجوية والتنبؤ بها أمرًا ملحًا للحفاظ على سلامة الرحلات الجوية.

 

حركة الهواء الدائمة

ورغم أن السماء تبدو هادئة عند النظر إليها، إلا أن الهواء في حركة دائمة، مثل الماء، يتدفق بتيارات ودوامات قد تكون أحيانًا سلسة وأحيانًا مضطربة. الاضطراب الجوي هو إحدى أكثر الظواهر الجوية التي يصعب التنبؤ بها، وتظهر الأبحاث أن احتمالية حدوث الاضطرابات الشديدة تزداد مع ارتفاع درجات حرارة الكوكب.

 

وشهدت الأيام الماضية حوادث متفرقة نتيجة للاضطرابات الجوية. في الخامس والعشرين من مايو، أصيب 12 راكبًا على متن رحلة للخطوط الجوية القطرية من الدوحة إلى أيرلندا. قبل ذلك بخمسة أيام، تحولت رحلة للخطوط الجوية السنغافورية من لندن إلى سنغافورة إلى بانكوك بسبب اضطرابات شديدة على ارتفاع 6000 قدم، مما أدى إلى وفاة رجل بريطاني وإصابة 20 راكبًا آخرين بجروح تطلبت العناية المركزة.

 

أنظمة رادار الطقس والتحديات المستمرة

وتستخدم الطائرات الحديثة أنظمة رادار متطورة لتحديد مناطق الاضطرابات الجوية وتجنبها. يقول بول ويليامز، عالم الغلاف الجوي في جامعة ريدينج، إن هذه الأنظمة قادرة على التنبؤ بنجاح بحوالي 75% من الاضطرابات لمدة تصل إلى 18 ساعة.

ومع ذلك، بعض أنواع الاضطرابات لا يمكن اكتشافها بسهولة، مثل الاضطراب الجوي غير المرئي الذي تسبب في حادثة الخطوط الجوية السنغافورية.

 

ويحدث الاضطراب الجوي على ارتفاعات عالية، حيث تحلق الطائرات في سماء زرقاء تبدو هادئة، ولا يمكن رؤيته بالعين المجردة أو اكتشافه بواسطة أجهزة الاستشعار على متن الطائرة.

يعتمد الطيارون في بعض الأحيان على تقارير الطائرات الأخرى التي مرت بنفس المسار للتحذير من الاضطرابات.

 

تأثير تغير المناخ

ويشير ويليامز إلى أن تغير المناخ يزيد من معدل الاضطرابات الجوية. فارتفاع درجات الحرارة يساهم في زيادة الفرق بين الكتل الهوائية الدافئة والباردة، مما يجعل التيار النفاث في الغلاف الجوي العلوي أقل استقرارًا، ويسمح بحدوث المزيد من الاضطرابات.

 

ووفقًا لدراسة أجراها المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل، تشكل الاضطرابات الجوية أكثر من ثلث حوادث الطيران المبلغ عنها بين عامي 2009 و2018. بينما تسفر معظم الحوادث عن إصابات خطيرة، إلا أنها نادرًا ما تتسبب في أضرار للطائرات.

 

مصادر الاضطراب الجوي

الاضطراب الجوي ينجم عن جيوب من الاضطراب في الهواء، وله ثلاثة مصادر رئيسية:

 

الحرارية: الهواء الدافئ الذي يرتفع عبر الهواء البارد.

الميكانيكية: تدفق الهواء الذي تعرقله الجبال أو المنشآت البشرية.

التقاطع: جيوب الهواء التي تتحرك في اتجاهات مختلفة.

 

ويهدف علماء الأرصاد الجوية إلى تطوير أساليب أفضل للتنبؤ بالاضطرابات الجوية باستخدام النمذجة الحاسوبية. إحدى المصادر غير المستغلة حتى الآن هي الطيور. فقد أظهرت الدراسات أن رحلات الطيور يمكن أن تساعد في تحديد قوة التيارات الحرارية واتجاه الرياح وسرعتها. يمكن لتجربة الطيور مع الرياح أن تسهم في التنبؤ بالاضطرابات الجوية، إذ تعتمد الطيور على غريزتها لتجنب المخاطر أثناء رحلاتها الطويلة.