حلة جديدة للكعبة المشرفة.. رحلة الكسوة القديمة بعد استبدالها.. ومصير 220 كيلو ذهب وفضة
في فجر يوم عرفة كل عام، يتجدد المشهد المهيب في مكة المكرمة حيث تُستبدل كسوة الكعبة المشرفة بأخرى جديدة، مزينة بآيات قرآنية منسوجة بخيوط ذهبية وفضية.
ولكن، ماذا يحدث للكسوة القديمة؟ هذا السؤال يجيب عليه أحمد المنصوري، مدير عام مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة، موضحًا أن الكسوة القديمة تخضع لعملية دقيقة لضمان حفظها والاستفادة منها بطرق مميزة، وفقًا للمادة 12 الفقرة الثانية من نظام المستودعات الحكومية.
بعد استبدالها، تُفكك أركان الكسوة القديمة بعناية فائقة، مع الحفاظ على المذهبات الثمينة. تُحفظ الأجزاء بطريقة تضمن عدم تعرضها لأي تفاعلات كيميائية أو بكتيرية، ثم تُعرض بعض الأجزاء في المتاحف أو تُقدم كهدايا رفيعة المستوى للدول الإسلامية.
تُعدّ كسوة الكعبة الجديدة تحفة فنية رائعة، تُستهلك في تصنيعها حوالي 850 كيلوجرامًا من الحرير الخام، و120 كيلوجرامًا من أسلاك الذهب، و100 كيلوجرام من أسلاك الفضة. تتزين الكسوة بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء بطريقة الجاكارد، تحمل عبارات دينية مباركة مثل “يا الله يا الله” و “لا إله إلا الله محمد رسول الله” و “سبحان الله وبحمده” و “سبحان الله العظيم” و “يا ديان يا منان”.
يشرف على تصنيع الكسوة مجمع الملك عبد العزيز، الذي يضم قرابة 200 صانع وإداري من المواطنين السعوديين المدربين على أعلى مستوى. يحتوي المجمع على كافة الأقسام اللازمة لتصنيع الكسوة، بدءًا من المصبغة والنسيج الآلي واليدوي، مرورًا بالطباعة والحزام والمذهبات، وصولًا إلى الخياطة وتجميع الكسوة.
يمثل مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة رمزًا للإيمان والتفاني، حيث يعمل فيه فريق من المهرة المخلصين على صناعة حلة جديدة للكعبة كل عام، تجسد عظمة الإسلام وحضارته.
تعليقات 0