أثارت رحلة أسطول روسي ضمّ فرقاطة وغواصة نووية وناقلة نفط وقاطرة إنقاذ، من هافانا إلى سواحل فلوريدا، مخاوف الولايات المتحدة وكندا، ودفعت إلى نشر سفن حربية أمريكية وكندية لمراقبة تحركاته.
أعلنت البحرية الأمريكية أن سفنًا حربية أمريكية وكندية تعقبت غواصة روسية أثناء سفرها على طول ساحل فلوريدا، بعد أن أثارت قطع الأسطول البحري الروسي التي رست في العاصمة الكوبية هافانا، الأسبوع الماضي، مخاوف بشأن نوايا الكرملين في نصف الكرة الغربي.
تصاعد التوترات وتحركات الأسطول الروسي
جاء تحريك القطع الروسية في غرب المحيط الأطلسي وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، والمخاوف من احتمال تصعيدها.
وذكرت مجلة “نيوزويك” أن الفرقاطة “الأدميرال جورشكوف”، والغواصة “كازان” التي تعمل بالطاقة النووية، وناقلة النفط “باشين”، وقاطرة الإنقاذ “نيكولاي تشيكر” مرت على مسافة قريبة جدًا من شواطئ فلوريدا الأمريكية في طريقها إلى هافانا.
تقسيم الأسطول الروسي والمراقبة الأمريكية
قال مسؤول أمريكي لصحيفة “ميامي هيرالد” إن روسيا قسمت الأسطول، وأرسلت غواصتها النووية شمالًا إلى المحيط الأطلسي، وبقية سفنها الحربية جنوبًا، حيث من المحتمل أن ترسو في فنزويلا.
وأكد مسؤول من القيادة الشمالية الأمريكية للصحيفة نفسها أن البحرية الأمريكية “تواصل مراقبة تحركات السفينة الروسية عن كثب”.
استعدادات وتحركات حربية أمريكية وكندية
تمركزت السفن الحربية الأمريكية والكندية، بما في ذلك المدمرة “يو إس إس تروكستون”، وقواطع خفر السواحل، بالإضافة إلى فرقاطة كندية، بالقرب من شواطئ ميامي، ثم واصلت بعد ذلك التحرك شمالًا بالقرب من ساحل فلوريدا، وفقًا لموقع Marinetraffic لتتبع الأقمار الصناعية.
وأشارت صحيفة “ميامي هيرالد” إلى أن الجيش الأمريكي استخدم طائرات بدون طيار لتتبع الأسطول الروسي، رغم أن البنتاغون أكد الأسبوع الماضي أن السفن الروسية لا تشكل أي تهديد للولايات المتحدة.
تقييم التهديد الروسي
نقلت “نيوزويك” عن مايكل ألين، المدير السابق في مجلس الأمن القومي، قوله إن “تهديد السفن الروسية في المياه الكوبية يعتمد على ما تفعله في كوبا”.
وأضاف أن مجرد الاتصال بالميناء لا يشكل تهديدًا، مشيرًا إلى أن ذلك يحدث في جميع أنحاء العالم، لكن إذا كانت هناك بضائع يتم تسليمها أو تثبيت أجهزة تجسس أو أطباق أقمار صناعية، فقد يكون ذلك مثيرًا للقلق.
متابعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي
نشر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك خبراء استخبارات مفتوحة المصدر، خرائط تحدد موقع السفن الأمريكية الشمالية والروسية. وأشارت المنشورات إلى أن “طائرات P-8 التي تتعقب المجموعة البحرية الروسية تستخدم إشارات نداء تكتيكية لعرقلة تحديد الأسراب التي تنتمي إليها”، مما يدعم الاستنتاج بأن البحرية الأمريكية تراقب عن كثب المجموعة الروسية قبالة ساحل فلوريدا.
التحركات الروسية في سياق التوترات العالمية
وتأتي هذه التحركات الروسية في سياق تصاعد التوترات العالمية، خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وتثير تساؤلات حول الأهداف الروسية في نصف الكرة الغربي وتأثيرها على الأمن الإقليمي والدولي.
