أعراض اضطراب التعلق التفاعلي وطرق العلاج والوقاية منه
اضطراب التعلق التفاعلي، حالة خطيرة، تتطلب تدخل طبي متخصص بشكل مبكر وشامل، لمساعدة الأطفال المتأثرين على تطوير ارتباطات عاطفية صحية وعيش حياة مُرضية .
اضطراب التعلق التفاعلي (Reactive Attachment Disorder – RAD) هو حالة نفسية تصيب الأطفال نتيجة للتعرض للانتهاكات الشديدة أو الإهمال، مما يؤدي إلى صعوبة في تكوين ارتباطات عاطفية صحية مع مقدمي الرعاية، ويمكن أن يساهم التدخل المبكر والدعم المناسب بشكل كبير في تحسين الأعراض وتطوير قدرة الطفل على بناء علاقات صحية ومستقرة في المستقبل.
أعراض اضطرابات التعلق التفاعلي
وفقًا لموقع WebMD تختلف الأعراض بين الأطفال ولكن يمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيين هما النوع المثبط والنوع غير المثبط، كما يلي:
أعراض النوع المثبط (Inhibited Type)
الانسحاب الاجتماعي وتجنب الاتصال العاطفي أو الاجتماعي مع الآخرين.
لا يطلب المساعدة أو الراحة عندما يكون في ضائقة.
التفاعل المحدود مع الآخرين وعدم الاستجابة العاطفية عند التفاعل مع الناس.
صعوبة في التعبير عن العواطف أو مشاعر الفرح أو الحزن.
اللا مبالاة وعدم اللعب مع الأطفال الآخرين أو التفاعل معهم.
أعراض النوع غير المثبط (Disinhibited Type)
يظهر الطفل ودية مفرطة مع أشخاص غرباء ويعاملهم كما يعامل المقربين منه، حيث يفتقد للتمييز بين الغرباء والمعارف.
يقترب من الغرباء بسرعة وثقة غير مبررة.
قد يتصرف بطريقة مفرطة الحماس أو التصرفات التي لا تتناسب مع عمره ومعرفته للشخص.
يسعى بشكل مفرط للحصول على الانتباه والرعاية من أي شخص بالغ.
قد يظهر سلوكًا توسلًا أو يتصرف بطريقة درامية لجذب الانتباه.
اقرأ أيضًا: حالات اضطراب فرط الحركة تتضاعف.. اكتشاف مسبب شائع
علاج اضطرابات التعلق التفاعلي
يعتمد علاج اضطرابات التعلق التفاعلي على تعزيز الثقة والأمان في العلاقات العاطفية لدى الطفل، ومن الاستراتيجيات والطرق المستخدمة في علاج RAD وفقًا لموقع Cleveland Clinic ما يلي:
العلاج النفسي عن طريق جلسات تركز على بناء وتعزيز الارتباط بين الطفل ومقدمي الرعاية.
العلاج الأسري من خلال تعليم الوالدين أو مقدمي الرعاية كيفية الاستجابة بشكل مناسب لاحتياجات الطفل العاطفية.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد الطفل على التعرف على مشاعره وأفكاره السلبية وتغييرها.
العلاج باللعب: يساعد الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وتجاربهم من خلال اللعب.
في بعض الحالات، يمكن استخدام الأدوية لعلاج أعراض مثل القلق أو الاكتئاب إذا كانت جزءًا من الحالة.
أسباب اضطرابات التعلق التفاعلي
يرجع السبب الرئيسي للإصابة باضطرابات التعلق التفاعلي لتجارب الطفولة المبكرة السلبية التي تعيق قدرة الطفل على تطوير ارتباطات صحية مع مقدمي الرعاية، ومن أبرز الأسباب والعوامل التي تسهم في تطوير RAD ما يلي:
عدم تلبية احتياجات الطفل الأساسية، مثل الطعام والمأوى والحب والعاطفة.
تجاهل أو عدم الاستجابة لبكاء الطفل أو احتياجاته العاطفية.
عدم الاستقرار الأسري والانتقال المتكرر بين دور الرعاية أو الأسر الحاضنة.
الفصل القسري عن الوالدين بسبب الحروب أو الكوارث أو السجن.
التعرض للإساءة الجسدية أو الجنسية أو العاطفية.
ترك الطفل دون إشراف لفترات طويلة.
إصابة الأم باضطرابات في الصحة العقلية أو اكتئاب ما بعد الولادة.
اقرأ أيضًا: الاضطرابات الشخصية.. أنواعها وطرق التعرف عليها وعلاجها
اضطرابات التعلق التفاعلي عند الأطفال
اضطرابات التعلق التفاعلي (Reactive Attachment Disorder – RAD) عند الأطفال هو اضطراب نفسي يتسبب في إصابة الطفل بمجموعة من الأعراض، منها:
عدم الرغبة في الاحتضان أو التقارب الجسدي.
قلة الابتسام أو التفاعل العاطفي مع الآخرين.
عدم الثقة بالغرباء والابتعاد عنهم.
مشاكل في اللعب أو التواصل مع الأطفال الآخرين.
العدوانية أو التصرفات الغاضبة.
الاندفاعية وعدم القدرة على التحكم في التصرفات.
عدم التعبير عن مشاعر الحزن أو الفرح بشكل مناسب.
صعوبة في فهم مشاعر الآخرين أو التعاطف معهم.
التعلق الزائد بشخص غريب أو الانفصال الكامل عن الوالدين.
التعلق بأشياء غير حية بدلاً من الأشخاص.
تشخيص اضطرابات التعلق التفاعلي
يهدف تشخيص اضطرابات التعلق التفاعلي إلى تحديد مدى تأثر الطفل بالاضطراب وتطوير خطة علاجية مناسبة. وفيما خطوات تشخيص اضطرابات التعلق التفاعلي:
تقييم السجل الطبي للطفل لتحديد وجود أي عوامل جسدية قد تؤثر على السلوك.
جمع معلومات عن البيئة الأسرية والتاريخ الاجتماعي للطفل، بما في ذلك العلاقات العائلية وتجارب الإساءة أو الإهمال المحتملة.
إجراء مقابلات شاملة مع الأهل أو مقدمي الرعاية للحصول على معلومات حول سلوك الطفل وتطوره العاطفي والاجتماعي.
إذا كان الطفل كبيرًا بما يكفي للتواصل، يتم إجراء مقابلات مباشرة لفهم مشاعره وسلوكياته.
مراقبة تفاعلات الطفل في بيئات مختلفة، مثل المنزل أو المدرسة، لملاحظة سلوكيات التعلق والعلاقات الاجتماعية.
استخدام مقاييس واختبارات نفسية معيارية لتقييم الصحة النفسية للطفل، مثل اختبارات التعلق ومقاييس السلوك العاطفي والاجتماعي.
تقييم مراحل النمو المختلفة للطفل للتأكد من تحقيقه للمراحل التطورية المناسبة لعمره.
التأكد من عدم وجود اضطرابات نفسية أو سلوكية أخرى قد تفسر الأعراض بشكل أفضل من اضطرابات التعلق التفاعلي.
الوقاية من اضطرابات التعلق التفاعلي
للوقاية من اضطرابات التعلق التفاعلي يجب توفير بيئة صحية ومستقرة للأطفال، حيث تُعتبر الرعاية السليمة والعلاقات الآمنة من العوامل الأساسية للحفاظ على صحة نفسية جيدة، ومن النصائح والإجراءات الوقائية ما يلي:
كن حاضرًا عاطفيًا للأطفال، استمع لمشاعرهم واحتياجاتهم وقدم الدعم اللازم.
استجب بسرعة وبشكل مناسب لحاجات الطفل العاطفية والجسدية، مثل التغذية، الراحة، والتفاعل الاجتماعي.
ساعد الأطفال على الشعور بالأمان من خلال الروتين اليومي، توفير بيئة محبة، وإظهار الحب والاهتمام باستمرار.
قم ببناء الثقة من خلال الوفاء بالوعود والالتزام بالوقت المحدد مع الأطفال، مما يعزز شعورهم بالاستقرار والأمان.
علم الأطفال كيفية التعامل مع مشاعرهم وإدارة العلاقات بشكل صحي، وقدم إرشادات واضحة ومناسبة للعمر.
استخدم التعزيز الإيجابي لمكافأة السلوكيات الجيدة، وكن نموذجاً يُحتذى به في كيفية التعامل مع الآخرين.
حاول تقليل التوتر والضغوط في بيئة الطفل بقدر الإمكان، وتوفير بيئة منزلية مستقرة.
تجنب النزاعات الحادة أمام الأطفال، واعمل على حل المشكلات بشكل سلمي وبناء.
الفرق بين اضطرابات التعلق التفاعلي واضطرابات التوحد
تختلف حالة اضطرابات التعلق التفاعلي (Reactive Attachment Disorder – RAD) عن حالة اضطرابات طيف التوحد (Autism Spectrum Disorders – ASD) فيما يلي:
اضطرابات التعلق التفاعلي (RAD)
يحدث بسبب الإهمال الشديد أو سوء المعاملة في سنوات الطفولة المبكرة، مما يؤدي إلى عدم تطوير روابط عاطفية آمنة مع مقدم الرعاية الأساسي. وتشمل أعراضه على صعوبة في تكوين روابط عاطفية مع الآخرين، وعدم الاستجابة للعاطفة من مقدمي الرعاية، سلوكيات متطرفة مثل التجنب أو التصرف العدائي تجاه الآخرين. وقد يظهر الطفل تجنبًا للتواصل الجسدي، عدم الثقة في الآخرين، وعدم البحث عن الراحة من مقدمي الرعاية.
اضطرابات طيف التوحد (ASD)
تعتبر الأسباب الدقيقة للإصابة بالتوحد غير معروفة، لكن يُعتقد أنها تشمل تاريخ عائلي للتوحد، ظروف جينية معينة، وعوامل بيئية محتملة قد تؤثر على نمو الدماغ. التوحد ليس نتيجة لظروف تربوية أو إهمال. وتشمل أعراضه على صعوبات في التواصل الاجتماعي والتفاعل، سلوكيات متكررة ومقيدة، اهتمامات محددة ومكثفة، حساسية مفرطة أو مخففة للمدخلات الحسية. وقد يشمل التأخر في الكلام، عدم فهم الإشارات الاجتماعية، التمسك بروتينات معينة، والحركات المتكررة مثل التأرجح أو رفرفة اليدين.
اضطرابات التعلق التفاعلي
يمكن أن يؤثر اضطرابات التعلق التفاعلي بشكل كبير على حياة الفرد اليومية، مما ينعكس على مختلف جوانب حياته الاجتماعية، والعاطفية، والتعليمية، كما يلي:
الأفراد المصابون باضطرابات التعلق التفاعلي غالبًا ما يواجهون تحديات في تكوين روابط عاطفية مستقرة مع الآخرين، بما في ذلك الأسرة والأصدقاء.
قد يعاني الأفراد من انعدام الثقة في الآخرين، مما يجعلهم متحفظين ويميلون إلى الانعزال.
يمكن أن يظهر الأفراد سلوكيات عدائية أو انسحابية في التفاعل مع الآخرين، مما يؤدي إلى صعوبات في بناء علاقات صحية.
يمكن أن يعاني الأفراد من تقلبات عاطفية حادة، مثل القلق، والاكتئاب، والغضب.
يواجه الأفراد صعوبة في تنظيم عواطفهم والتعامل مع الضغوط بشكل صحي.
الشعور بانعدام الأمان والتجارب السلبية في العلاقات يمكن أن يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات.
صعوبات في التركيز والانتباه في البيئات التعليمية.
وأخيرًا، يمكننا القول أن اضطرابات التعلق التفاعلي يمكن أن تؤثر بشكل واسع على حياة الأفراد اليومية، مما يتطلب تدخلًا مبكرًا ودعمًا مستمرًا لتحسين جودة الحياة. ويمكن للعلاج النفسي والدعم الأسري والتعليمي أن يساعد في تخفيف الأعراض وتعزيز النمو العاطفي والاجتماعي للأفراد المصابين بـ RAD.
تعليقات 0