ثورة الهواتف والتكنولوجيا…الهند تتقدم فى عالم الإلكترونيات
أكدت مجلة الإيكونوميست ،أن الهند ارتفعت قيمة إنتاجها من الإلكترونيات من 37 مليار دولار في مارس/أذار 2016 إلى 105 مليارات دولار في مارس/أذار 2023 وهذا الرقم يمثل 3% من الناتج المحلي الإجمالي البلاد.
وتسعى الحكومة الهندية إلى مضاعفة هذا الرقم 3 مرات مرة أخرى بحلول السنة المالية 2026. ورغم أن إنتاج الهند من الإلكترونيات يمثل 3% فقط من الإجمالي العالمي، إلا أن حصتها تنمو بشكل أسرع من أي دولة أخرى.
فالهند تبذل جهودا لتحويل نفسها إلى قوة صناعية عالمية في قطاع الإلكترونيات، وهذا يشمل صناعة الهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون وغيرها من الأدوات، وهي مساع تؤتي ثمارها.
مباحثات عبدالله بن زايد ووزير الخارجية الهندي
ولا يوجد مكان يتجلى فيه هذا الازدهار أكثر من إنتاج الهواتف، التي تشكل ما يقرب من نصف صناعة الإلكترونيات في الهند حيث تعد البلاد ثاني أكبر صانع للأجهزة في العالم، بعد الصين.
وفي السنة المالية 2015، استوردت الهند ما يقرب من 80% هواتفها. وهي الآن تستورد نسبة محدودة. وتحصل شركة أبل على 1 من كل 7 من أجهزة آيفون الخاصة بها من الهند، وهو ضعف ما كانت تفعله قبل عام. وتمتلك شركة سامسونغ، أكبر منشأة لصنع الهواتف في البلاد.
وقد شهدت شركات التصنيع التعاقدي (التصنيع المبني على تعاقد مسبق مع طرف محلي) توسعا سريعا في الهند حيث تمتلك شركة فوكسكون التايوانية، التي تجمع ما يقرب من ثلثي أجهزة آيفون الهندية الصنع، الآن أكثر من 30 مصنعا هنديا وتوظف 40 ألف عامل هندي.
وعلى الرغم من أن عمليات شركة فوكسكون في الهند تمثل أقل من 5% من إجمالي إيراداتها، إلا أن الشركة تعمل على زيادة استثماراتها بشكل مطرد وقد خصصت 2.6 مليار دولار لمصنعها الجديد في مدينة بنغالور.
وقال ليو يونج، رئيس شركة فوكسكون، في العام الماضي إن مليارات الدولارات التي استثمرتها في الهند حتى الآن كانت مجرد البداية.
وتقدر شركة بي دبليو سي الاستشارية أن حصة القيمة التي أضافتها الهند إلى الهواتف المنتجة في البلاد زادت من 2% في عام 2014 إلى 15% في عام 2022.
ودخلت شركة تاتا الهندية صناعة الهواتف لأول مرة في عام 2021 من خلال تصنيع أجزاء من النماذج القديمة من هاتف آيفون. كما استحوذت تاتا على عمليات لشركة ويسترون التايوانية، وبدأت في تجميع أجهزة آيفون وتخطط تاتا الآن لتوسيع مصانعها للاستحواذ على حصة أكبر من الأعمال مع شركة أبل.
وهناك شركة هندية أخرى تستفيد من طفرة صناعة الأجهزة وهي شركة ديكسون تكنولوجيز، أكبر شركة مصنعة للإلكترونيات المحلية في الهند. وقد بدأت الشركة، في تصنيع الأجهزة للسوق المحلية منذ 3 عقود، وقفزت إلى إنتاج الهواتف الذكية للشركات الأجنبية. وهي توظف الآن 27 ألف شخص، مقارنة بنحو 2000 قبل عقد من الزمن وارتفع سعر سهمها بنسبة 150% خلال العام الماضي.
طفرة الإلكترونيات
وتعكس طفرة الإلكترونيات في الهند رغبة شركات التكنولوجيا الغربية مثل شركة أبل في تقليل اعتمادها على الصين، كما تعكس أيضا الشهية الواسعة لسكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة للهواتف الذكية.
وقد ساهمت المنح السخية التي قدمتها الحكومة في التسهيل على الشركات التي تفكر في الإنتاج في الهند إذ أعلنت الحكومة عن برنامج “الحوافز المرتبطة بالإنتاج” للمصنعين في مختلف الصناعات، بما في ذلك الإلكترونيات في عام 2020.
وقال براناي كوتاستان من مؤسسة تاكشاشيلا، وهي مؤسسة فكرية في بنغالور، إن الحكومة كانت تتودد إلى شركات مثل فوكسكون لجذب “المستثمرين الرئيسيين” الذين يمكن أن تتشكل حولهم سلاسل التوريد.
وتأمل الهند من أن تتمكن ذات يوم من احتلال الصدارة في تصنيع الإلكترونيات في العالم.
ومن المؤكد أن التقدم الذي أحرزته الهند يبدو واعدا حيث أنه في الأشهر الـ12 حتى نهاية مارس ، بلغت صادراتها الإلكترونية 29 مليار دولار، بزيادة 24% على أساس سنوي. ومع ذلك، فإن هذا بعيد كل البعد عن ما يقرب من 900 مليار دولار من الإلكترونيات التي صدرتها الصين العام الماضي.
وقال نوشاد فوربس، رجل الأعمال الهندي إن هناك الكثير الذي يجب القيام به وأنه إذا لم تستثمر الشركات الهندية في تعميق معرفتها التقنية، فإنها سوف تكافح من أجل المنافسة في مجالات أكثر تقدما مثل صناعة الرقائق.
ويشكل إحجام الهند عن خفض الحواجز التجارية مع جيرانها الآسيويين عائقا أيضا. وعادة ما تكون رسوم الاستيراد على المواد الخام والمكونات اللازمة لإنتاج الإلكترونيات أعلى مما هي عليه في البلدان الأخرى التي تتنافس مثل فيتنام.
تعليقات 0