ما لا يحتمله بشر ..مأساة 2000 طفل غزاوي فقدوا أطرافهم بنيران الاحتلال وقطعت بلا تخدير أو مسكنات
في ظل النقص الحاد في المعدات الطبية وانهيار النظام الصحي بقطاع غزة جراء القصف المستمر من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، تواجه غزة مأساة طبية وإنسانية كبيرة. يعاني الأطفال من بتر الأطراف دون تخدير أو توفر أطراف صناعية بديلة.
كشفت وكالة الأنباء الفرنسية عن تفاقم هذه الأزمة، مشيرة إلى أن بتر الساقين أصبح وسيلة علاج رئيسية للإصابات التي كان يمكن علاجها بطرق أخرى في ظروف أفضل. وذكر فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن “في كل يوم، في المتوسط، يفقد 10 أطفال في غزة ساقًا أو اثنتين”، وذلك استنادًا إلى بيانات من صندوق الطوارئ الدولي للأطفال التابع للأمم المتحدة (اليونيسف)، مشيرًا إلى أن نحو 2000 طفل فقدوا سيقانهم منذ بداية الحرب.
وذكر جوناثان كريكس، المتحدث باسم اليونيسف، أن الصعوبات في جمع البيانات في منطقة حرب تعني أن هذه الأرقام مجرد “تقديرات” ستستغرق وقتًا للتحقق منها، لكن الوكالة “التقت العديد من الأطفال الذين فقدوا أطرافهم”. وأضاف محمود بازعيل، المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، أن هذا التقدير يبدو واقعيًا، مشيرًا إلى أن فرق الدفاع المدني تعمل في ظروف صعبة لإنقاذ المصابين، وكثير من الأطفال يفقدون أرجلهم أو أذرعهم بسبب الهجمات.
وأشار المسؤولون الطبيون في غزة إلى أن البتر غالبًا ما يكون الخيار الوحيد المتاح لعلاج الإصابات في ظل الظروف السيئة. وقال أحد الأطباء في مستشفيات غزة: “هناك حالات لا يتوفر فيها التخدير، لكن من أجل إنقاذ حياة المدنيين نقوم بإجراء عملية البتر، وهي تسبب آلامًا شديدة للمصابين”. وذكرت جمعية “أنقذوا الأطفال” في مايو الماضي، أن الآلاف من الأطفال الذين بُترت أطرافهم يكافحون من أجل التعافي دون مسكنات الألم أو حتى الأجهزة المناسبة مثل الكراسي المتحركة.
واعترفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية بأن قطاع غزة يعاني من نقص شديد في الأطراف الاصطناعية، بسبب الحصار المفروض الذي يمنع دخول المعدات الطبية والأدوية إلى أراضيه بسهولة.
تعليقات 0