صعود اليمين المتطرف في فرنسا يهدد استقرار أوروبا.. وتحالف اليمين المتطرف مع بوتين يهدد النظام العالمي
مع اقتراب الانتخابات البرلمانية الفرنسية وتصاعد صعود اليمين المتطرف في باريس، تزداد المخاوف بشأن تأثير هذه الانتخابات على الاتحاد الأوروبي والنظام العالمي.
ونظرًا لمكانة فرنسا القيادية في الاتحاد الأوروبي، ومقعدها الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقوتها العسكرية العالمية، فإن هذه الانتخابات تكتسب أهمية عالمية، تمامًا كما يحدث في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة بين جو بايدن ودونالد ترامب.
تحليل الإندبندنت: أخطر انتخابات منذ الحرب العالمية الثانية
أشار تحليل لمراسل صحيفة “الإندبندنت” البريطانية السابق في باريس، إلى أن الانتخابات الجارية قد تكون الأكثر تدميرًا منذ الحرب العالمية الثانية، ليس فقط بالنسبة لفرنسا، بل أيضًا للاتحاد الأوروبي والتحالف الأطلسي والنظام العالمي الليبرالي.
ويرجع ذلك إلى احتمالية فوز حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، الذي يرتبط بروابط أيديولوجية ومالية مع نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تأثير النتائج المحتملة
إذا نجحت مارين لوبان، زعيمة حزب “التجمع الوطني”، في الحصول على الأغلبية، فإن ذلك سيشكل تحديًا كبيرًا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي حاول تعزيز الاتحاد الأوروبي وتحقيق توازن بين فرنسا وقوى السوق. ومع تقدم اليمين المتطرف، تحولت القوى السياسية التقليدية في فرنسا إلى فرق متصارعة، مما يهدد بزعزعة استقرار النظام السياسي الفرنسي.
تداعيات داخلية ودولية
حتى لو تمكن حزب التجمع الوطني من الفوز، فإن الرئيس ماكرون سيظل في منصبه حتى عام 2027. لكن السلطة الحقيقية تكمن في البرلمان ورئيس الوزراء والحكومة. وفي حالة “التعايش” بين تيارات سياسية مختلفة، ستكون هناك تحديات كبيرة في صنع القرار.
ومن جانب آخر، يبدي حزب التجمع الوطني عداءً للاتحاد الأوروبي، ويسعى لإضعافه، وهو ما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية كبيرة على الوحدة الأوروبية والتعاون عبر الأطلسي.
علاقات مشبوهة مع موسكو
يتهم حزب التجمع الوطني بارتباطه بعلاقات مشبوهة مع موسكو، مما يثير مخاوف من تسلل روسي إلى أجهزة المخابرات الفرنسية والأوروبية. وتحذر رسالة مفتوحة وقعها 170 دبلوماسيًا فرنسيًا من أن انتصار اليمين المتطرف سيشكل دعوة للتدخل الروسي والصيني في الحياة الوطنية الأوروبية.
وتكتسب الانتخابات البرلمانية الفرنسية أهمية خاصة هذا العام، حيث يمكن أن تؤدي نتائجها إلى تغييرات جذرية في المشهد السياسي الفرنسي والأوروبي. ومع تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية، يظل العالم يترقب بحذر ما ستؤول إليه هذه الانتخابات وتأثيراتها المحتملة على النظام العالمي.
تعليقات 0