23 نوفمبر 2024 02:32
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

من ماليزيا.. شيخ الأزهر يحذر من ظاهرة التكفير ويؤكد وسطية الإسلام

حذر الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، من ظاهرة التكفير والتفسيق والتبديع، مؤكداً على أنها ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع الإسلامي وتقوض وحدته.

وأوضح شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها جامعة العلوم الإسلامية الماليزية بمناسبة منحه الدكتوراه الفخرية في دراسات القرآن والسنة، أن هذه الظاهرة “كفيلة بهدم المجتمع الإسلامي والإتيان عليه من قواعده” إذا لم يتم التصدي لها بالحكمة والعلم الصحيح.

وشدد على أن الحل الأمثل لمواجهة هذه الظاهرة هو التمسك بوسطية الإسلام، وهي وسطية فكرية بين “المحكمين للعقل حتى وإن خالف النصوص القطعية والصريحة” وبين “البخسين لدوره المحوري والشرعي في تأمل النصوص وإدراك دلالاتها”.

وأشار إلى أن الإسلام دين وسط في تشريعه ونظامه القانوني والاجتماعي، وأن “أبرز ما تتجلى فيه الوسطية هنا هو التوازن بين الفردية والجماعية”.

وسطية الإسلام هي الحل

ودعا شيخ الأزهر إلى ضرورة فهم النصوص القرآنية والسنة النبوية الشريفة فهماً صحيحاً، “متجاوزين الحرفية النصية التي تجمد على ظواهر النصوص، وبين التأويليّة التي تشتط في التعامل مع دلالة نصوص الوحي ومصادر الدين وحدودها، حتى تُفقدها معانيها وتعطل مصادر الهداية والتوجيه فيها”.

وأكد أن منهج الأزهر التعليمي “حرص منذ بدايته على أن يرسخ في عقول الطلاب ووجدانهم صورة الوجه الحقيقي للإسلام، عبر ترجمة صادقة لطبيعة التراث الإسلامي وجوهره، في أبعاده الثلاثة: النقلية والعقلية والذوقية”.

الإمام الأكبر يتحدث عن التجديد في الإسلام

وتطرق شيخ الأزهر إلى قضايا التجديد في الإسلام، مشيراً إلى أن واقع المسلمين اليوم يطرح سؤالاً كبيراً عن مآل مسار التجديد، ومدى تحقيقه لأهدافه.

وأوضح أن من أهم أسباب عدم فعالية التجديد بشكل عام “عدم التفرقة عملياً بين ما هو ثابت في الدين وما هو متغير”.

وبين أن “ثوابت الدين التي لا تقبل التغيير هي العقيدة، وأركان الإسلام الخمسة، وكل ما ثبت بدليل قطعي من المحرمات وأمهات الأخلاق، وما ثبت بطرق قطعية في شئون الأسرة من زواج وطلاق وميراث، ومعاملات”.

وأشار إلى أن “الثنائية بين ثوابت ومتغيرات في رسالة الإسلام تكشف عن إعجاز هذه الرسالة، وأنها بحق دين الفطرة”.

تكريمه في ماليزيا

وفي ختام كلمته، شكر شيخ الأزهر جامعة العلوم الإسلامية الماليزية على منحها له الدكتوراه الفخرية، معرباً عن تقديره وتقديره للشعب الماليزي المسلم.

وقد تم منح الدكتوراه الفخرية لشيخ الأزهر من قبل تونكو علي رضاء الدين، ولي عهد ولاية نجري سمبيلان بماليزيا، بحضور داتؤ سري أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، والبروفيسور محمد رضا وحيدين، رئيس جامعة العلوم الإسلامية الحكومية الماليزية، ولفيف من الوزراء والعلماء والأساتذة والباحثين والطلاب الماليزيين.