عاصفة الخرطوم المائي تكشف عن تهديد بيئي يهدد السفن من قلب البحار

26 أغسطس 2024
عاصفة الخرطوم المائي تكشف عن تهديد بيئي يهدد السفن من قلب البحار

في حادثة صادمة هزت العالم غرق يخت “بايزيان” الفاخر الذي كان على متنه قطب التكنولوجيا البريطاني، مايك لينش، وآخرون، قبالة سواحل صقلية.

الخبراء يُرجعون السبب إلى ظاهرة جوية نادرة تُعرف باسم «الخرطوم المائي»، وهي نوع من الأعاصير يحدث فوق الماء.

وصف بيتر جرونيماير، مدير مختبر العواصف الشديدة الأوروبي، هذه العواصف بأنها أعاصير تحدث فوق الماء وتشكل خطراً كبيراً على الملاحة.

وفي حين أن أوروبا تشهد حوالي 500 عمود مائي سنويًا، فإنها ما زالت تقلل من تقدير خطورتها، خصوصاً مع عدم تعاون خدمات الأرصاد الجوية في تبادل البيانات بشكل فعال.

جرونيماير أشار إلى أن العواصف المائية تحدث عادة في ظروف طقس هادئة نسبياً، لكنها قد تتحول إلى أعاصير قوية عندما تتفاعل الرياح من اتجاهات مختلفة، خاصة في المناطق القريبة من السواحل.

وأضاف أن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر يزيد من شدة هذه العواصف، مما يجعلها أكثر خطورة في المستقبل.

تحليل للعواصف المائية في إسبانيا أظهر أنها تحدث بشكل أكبر في أشهر الخريف، مع ارتفاع معدلاتها في شهر سبتمبر بسبب ارتفاع درجات حرارة البحر.

ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، قد تصبح هذه الظاهرة أكثر شيوعاً وخطورة في مناطق مثل شمال إيطاليا وجنوب وسط أوروبا.

وبرغم التقدم التكنولوجي في رصد العواصف الكبيرة، تبقى الأعاصير المائية الأصغر غير مرصودة بالقدر الكافي، مما يجعلها تهديداً حقيقياً يصعب التنبؤ به.

ويختتم جرونيماير بالتحذير من أن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر قد يؤدي إلى المزيد من العواصف القوية في المستقبل، مما يتطلب استعدادًا أكبر وتعاوناً أوثق بين الدول الأوروبية.