سماء أوكرانيا تحت الحصار.. الغرب يخلف وعوده مع كييف ويمتنع عن تسليمها طائرات ميج 29

28 أغسطس 2024
طائرة عسكرية
طائرة عسكرية

في سماء أوكرانيا، تتشكل أزمة حقيقية تهدد سيادتها، حيث تخوض كييف معركة شرسة لتعزيز قدراتها الجوية في مواجهة الغزو الروسي.

ورغم النجاحات الميدانية التي تحققها القوات الأوكرانية على الأرض، إلا أن نقص المقاتلات الحديثة يقف كعائق كبير أمام قدرتها على تأمين أجوائها.

السؤال المحوري الذي يفرض نفسه هنا: هل تستطيع أوكرانيا تجاوز هذا الحصار الجوي المفروض عليها؟ وما هي التحديات الكبرى التي تواجهها في هذا الصدد؟

سماء أوكرانيا تحت الحصار.. الغرب يخلف وعوده مع كييف ويمتنع عن تسليمها طائرات ميج 29
فلاديمير زيلينسكي

منذ بداية الصراع، تسعى أوكرانيا جاهدة للحفاظ على توازن القوى الجوية مع موسكو. لكن الأمور لم تسر كما كانت تأمل.

فبعد أن أحرجت القوات الأوكرانية روسيا بانتفاضتها العسكرية في مدينة كورسك، وجدت كييف نفسها أمام تحدٍ كبير في ميدان الطيران الحربي.

المحاولات الحثيثة للحصول على الدعم من الدول الصديقة لم تكن كافية، حيث بدأت بعض الدول في التراجع عن وعودها بتزويد أوكرانيا بالمقاتلات الحديثة، وعلى رأس هذه الدول بولندا، بحسب تقرير نشره موقع “ntv” الألماني.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يقود بلاده في هذه الحرب الشرسة، أكد هذا الأسبوع أن اهتمام الحكومة البولندية بدعم الدفاعات الأوكرانية قد تراجع بشكل ملحوظ.

وأشار زيلينسكي إلى الحاجة الماسة لطائرات “ميج”، التي سبق وأن ناقش مسألة تزويد بلاده بها مع الرئيس البولندي أندريه دودا ورئيس الوزراء دونالد توسك. لكن للأسف، لم يتلقَ أي قرار إيجابي حتى الآن.

سماء أوكرانيا تحت الحصار.. الغرب يخلف وعوده مع كييف ويمتنع عن تسليمها طائرات ميج 29
ورغم هذه الانتكاسات، لم تيأس أوكرانيا من محاولات تعزيز قدراتها الجوية. فقد استخدمت الطائرات المقاتلة الغربية لأول مرة للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الروسية.

ويأمل المسؤولون في كييف في زيادة مخزونهم من الطائرات المقاتلة في المستقبل القريب، وهو ما أكدته التقارير الصحفية.

سماء أوكرانيا تحت الحصار.. الغرب يخلف وعوده مع كييف ويمتنع عن تسليمها طائرات ميج 29

ولكن التحديات لا تزال قائمة. فقد صرح وزير الدفاع البولندي، كوسينياك كاميش، أنه يتفهم طلب زيلينسكي، لكنه شدد على ضرورة أن تحافظ بولندا على قدراتها الجوية قبل أن تتخذ قرارًا بتسليم طائرات ميج 29 لأوكرانيا.

الوزير البولندي أوضح أن بلاده تنتظر وصول طائرات F-35 الحديثة من الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تصل بحلول عام 2026.

وحتى ذلك الحين، قد لا يكون من الممكن تسليم طائرات ميج 29 إلى أوكرانيا.

سماء أوكرانيا تحت الحصار.. الغرب يخلف وعوده مع كييف ويمتنع عن تسليمها طائرات ميج 29
طائرة ميج 29

في المقابل، ترى كييف أن الدعم الغربي بتزويدها بطائرات إف-16 المقاتلة لم يكن كافيًا. إذ أن هذه الطائرات تتطلب فترات تدريب مطولة للأفراد، في حين أن الطائرات السوفيتية الموجودة بالفعل في الخدمة جاهزة للاستخدام الفوري.

توقعات وسائل الإعلام البولندية تشير إلى أن كييف قد تستخدم نحو 20 طائرة من طراز F-16 هذا العام، لكنها بحاجة إلى أربعة أو ستة أضعاف هذا العدد لتحقيق دفاع جوي فعال.

وبحسب تقرير القوات الجوية العالمية لعام 2024، تمتلك أوكرانيا حاليًا نحو 100 طائرة مقاتلة سوفيتية، من بينها حوالي 40 طائرة من طراز ميج 29. بولندا كانت قد سلمت بالفعل جزءًا من هذه الطائرات لأوكرانيا في العام الماضي.

في خطوة أخرى، قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعض الأمل لأوكرانيا عندما أعلن في يونيو عن تسليم طائرات ميراج 2000-5 المقاتلة.

لكن هذه الخطوة لم تخلُ من العقبات. فوسائل الإعلام البولندية أفادت بأن تدريب الطيارين الأوكرانيين في فرنسا سيستغرق خمسة إلى ستة أشهر، ومن المتوقع أن تكون الطائرات جاهزة للاستخدام بحلول نهاية العام.

ومع ذلك، لا تزال المعلومات حول هذه الصفقة شحيحة، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الطائرات ستصل في الوقت المناسب لدعم الجهود الأوكرانية.

وفيما يتعلق بصفقة ميراج 2000-5، رفضت وزارة الدفاع الفرنسية الخوض في تفاصيل هذه المسألة، محيلةً الموضوع إلى قصر الإليزيه الذي لم يرد على الطلبات المتكررة للتعليق.

وفي سياق التدريب، قالت فرنسا إنها تقدم تدريبًا شاملًا للطيارين المقاتلين لمدة خمسة إلى ستة أشهر في قاعدة جوية داخل البلاد. هذا التدريب يشمل استخدام طائرات ألفا جيت، وهي خطوة تهدف إلى إعداد الطيارين الأوكرانيين لاستخدام الطائرات المقاتلة الحديثة بكفاءة.

في ظل هذه التحديات، تبدو السماء الأوكرانية ساحة معركة معقدة. فهل ستتمكن كييف من كسر الحصار الجوي المفروض عليها والاستفادة من الدعم الغربي لتعزيز دفاعاتها الجوية؟ أم أن نقص الطائرات الحديثة سيظل حجر عثرة أمام طموحاتها في تأمين أجوائها ضد الهجمات الروسية؟ الأيام المقبلة قد تحمل الإجابة على هذه التساؤلات المصيرية.