صدام محتدم بين نتنياهو وجالانت يهدد بتفجير أزمة إقليمية وسط انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية
تصاعد التوتر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت إلى مرحلة “الصراخ” بشأن قضايا تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. وكشف موقع “أكسيوس” الأمريكي عن جدال حاد اندلع بين الاثنين خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر، حيث دعا جالانت للتوصل إلى اتفاق مع حماس في أسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن الصفقة تمثل “منعطفًا استراتيجيًا” لإسرائيل، وليس مجرد قضية إنسانية تتعلق بإطلاق سراح الأسرى.
وأكد جالانت خلال الاجتماع أن التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يخفف من حدة التوترات الإقليمية مع إيران وحزب الله، ويمنح الجيش الإسرائيلي فرصة لإعادة التسليح وتحويل تركيزه إلى تهديدات أخرى في المنطقة. وأوضح أن عدم التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى تورط الجيش الإسرائيلي في غزة لفترة أطول، مما يزيد من احتمالية اندلاع حرب إقليمية واسعة.
ونقلت القناة 12الأسرائيلية عن مصادر مطلعة أن جالانت حذر من أن إسرائيل قد تواجه خطر حرب متعددة الجبهات في وقت واحد، وهو ما ناقشه خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني.
ووفقًا للوثيقة العسكرية الإسرائيلية التي استعرضها الوزراء، فإن التوصل إلى اتفاق مع حماس قد يسهم في تخفيف التوتر على الحدود مع لبنان ويحول دون تفاقم الوضع إلى صراع أوسع. وعلى الرغم من ذلك، أثار نتنياهو غضب جالانت بعد أن أصر على عرض خرائط انتشار الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا، مدعيًا أنها مدعومة من إدارة بايدن، وهو ما اعتبره جالانت فرضًا للخرائط على الجيش بدون مبرر.
في خضم هذا النزاع، صوت نتنياهو وسبعة وزراء آخرون لصالح الحفاظ على السيطرة الإسرائيلية الكاملة على محور فيلادلفيا، في حين كان جالانت الوحيد الذي عارض القرار، مما يعكس استمرار الخلافات السياسية والشخصية بين نتنياهو ووزير دفاعه.
ووفقًا لموقع “أكسيوس”، فإن هذه المواجهة تعكس الانقسام العميق بين نتنياهو ومؤسسة الدفاع الإسرائيلية بشأن الاستراتيجية الواجب اتباعها في غزة بعد مرور ما يقرب من عام على أحداث 7 أكتوبر، وقد يزيد هذا الصدام من تعقيد الجهود الأمريكية للتوصل إلى اتفاق.
وفي ختام التقرير، أشارت صحيفة “يسرائيل هيوم” إلى أن القرار الأخير يدعو الجيش الإسرائيلي إلى تقليص وجوده تدريجيًا على طول محور فيلادلفيا كجزء من اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، مع الحفاظ على السيطرة الفعلية على المنطقة.
تعليقات 0