بنيامين نتنياهو يلعب بالنار.. بيبي يتحدى الرئيس الأمريكي ويجهض جهود قطر لحل أزمة فيلادلفيا
ألقى بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، خطاباً محملاً برسائل متعددة الأبعاد، استهدف فيها خصومه السياسيين داخلياً والرد على الانتقادات الأمريكية خارجياً، وذلك في ظل تصاعد الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ورغم أن محور حديثه تركز حول السيطرة على محور فيلادلفيا في غزة، إلا أن الخطاب حمل أكثر من مجرد نقاش حول مسألة أمنية، بل تحول إلى مواجهة سياسية ودبلوماسية حادة.
رسائل داخلية وصراع على السلطة
في الداخل الإسرائيلي، استغل نتنياهو خطابه للهجوم على خصومه السياسيين، بمن فيهم وزير الدفاع يوآف جالانت ورؤساء أجهزة المخابرات والأمن.
ويحاول نتنياهو التخلص من هؤلاء المسؤولين الذين يعارضون سياساته المتشددة حول محور فيلادلفيا، ويُتهمهم بتقويض الأمن الإسرائيلي من خلال استذكار إخفاقات سابقة مثل الانسحاب من لبنان وغزة.
نتنياهو لم يكتفِ بذلك، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما لمح إلى رغبته في دفع هؤلاء المسؤولين إلى الاستقالة من مناصبهم.
ويُعَد هذا الهجوم جزءًا من استراتيجية نتنياهو لتعزيز قبضته على السلطة، خاصة بعد فشله في إقالة جالانت في مارس 2023، وهو الأمر الذي دفع الجمهور الإسرائيلي إلى الشوارع في احتجاجات واسعة، مما أجبره على التراجع.
التوتر مع الولايات المتحدة
على الصعيد الخارجي، كان خطاب نتنياهو بمثابة رد على الانتقادات الأمريكية لسياساته، خاصة تلك التي صدرت عن الرئيس جو بايدن بشأن المفاوضات مع حركة “حماس”.
في خطاب مليء بالتحدي، حاول نتنياهو إظهار أنه يحظى بدعم مسؤولين أمريكيين بارزين مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وذلك في محاولة لتقويض موقف بايدن وإثبات قدرته على التأثير في السياسة الأمريكية.
ما يزيد من تعقيد الأمور هو استهداف نتنياهو لقطر، حيث أرسل رئيس الموساد ديفيد برنياع لإجراء محادثات سرية هناك.
ويرى بعض المحللين أن نتنياهو يسعى إلى إفشال أي اتفاق قد يُعقد بين الولايات المتحدة وقطر، وذلك من خلال التمسك بمطلبه بالسيطرة على محور فيلادلفيا، الذي ترفضه كل من “حماس” ومصر.
محاولة لفرض أجندة سياسية
يشير مراقبون إلى أن نتنياهو ربما يسعى لإجهاض مبادرة بايدن بطريقة “الحرب الاستباقية”. فقد بادر بمهاجمة من يقللون من أهمية السيطرة على محور فيلادلفيا، قائلاً إن هذه السيطرة تضمن عدم تهريب المخطوفين من غزة.
صراع داخل الحكومة
داخلياً، يواجه نتنياهو تحديات كبيرة من داخل حكومته، حيث بات معتمداً بشكل كبير على دعم الوزراء المتطرفين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين رحبوا بخطابه واعتبروه دليلاً على قوة القيادة.
ويرى المحللون أن نتنياهو أصبح رهينة في يد هؤلاء الوزراء، الذين يدعمون توجهاته المتشددة مقابل الحفاظ على مناصبهم السياسية.
الختام
في النهاية، يظهر خطاب نتنياهو كأداة لتعزيز سلطته ومحاولة استغلال الوضع الأمني والسياسي لتحقيق مكاسب داخلية وخارجية.
ورغم محاولاته للظهور بمظهر القائد القوي، إلا أن نتنياهو يواجه تحديات كبيرة قد تؤدي إلى تصاعد التوترات الداخلية والخارجية، مما يجعل المستقبل السياسي لإسرائيل في هذه المرحلة الحرجة غير مؤكد.
تعليقات 0