مصطفى مدبولي من قمة التعاون الصيني الأفريقي: مصر تؤكد ريادتها في التحول الصناعي ضمن رؤية 2030
ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة رفيعة المستوى خلال الجلسة الثانية لقمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين، التي انعقدت تحت عنوان “التحول الصناعي وتحديث الزراعة والتنمية الخضراء”.
هذا الحدث شهد حضورًا كبيرًا، بما في ذلك الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جنوب أفريقيا، ووانج هونينج، رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وعدد من رؤساء الدول والحكومات.
استهل مدبولي كلمته بتوجيه الشكر إلى جمهورية الصين الشعبية والرئيس “شي جين بينج” على حفاوة الاستقبال، معبرًا عن فخره بالعلاقات التاريخية بين مصر والصين.
وأشار إلى أن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية عام 1956، مؤكدًا أن هذه العلاقة المستمرة لأكثر من نصف قرن تمثل انطلاقة للتعاون العميق بين البلدين.
وفي ظل الأزمات العالمية المتعددة، دعا مدبولي إلى تبني نهج عالمي أكثر عدالةً وإنصافًا، يأخذ بعين الاعتبار احتياجات دول الجنوب، وخاصةً القارة الأفريقية.
وأكد على أهمية التنسيق بين أجندة التنمية المستدامة 2030 وأجندة أفريقيا 2063 لتحقيق أهداف التنمية الشاملة ومكافحة الفقر والجوع.
وأضاف مدبولي أن أفريقيا تتمتع بآفاق كبيرة للتنمية، كونها تمتلك أكبر معدلات للنمو السكاني، حيث تجاوز عدد سكانها 1.5 مليار نسمة.
وأشاد باتفاقية التجارة الحرة القارية، التي أصبحت حيز التنفيذ خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في 2019، مشيرًا إلى أنها تفتح فرصًا واعدة للاستثمار والتجارة.
وشدد مدبولي على التزام مصر تحت قيادة الرئيس السيسي بتعزيز التكامل الاقتصادي في أفريقيا، مشيرًا إلى المشاريع الرائدة مثل سد انجا، وممر التنمية بين البحر المتوسط وبحيرة فيكتوريا، والطريق البري القاهرة-كيب تاون.
وأكد أن تحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية مسؤولية مشتركة بين الحكومات والشعوب، داعيًا إلى تبني أفكار جديدة لمواجهة التحديات وتحقيق التنمية المنشودة.
خلال مشاركته في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي بالعاصمة الصينية بكين، ثمن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مبادرة التنمية العالمية التي أطلقتها الصين في عام 2021.
وأشاد مدبولي بهذه المبادرة التي تسعى لتمكين الدول النامية من قيادة عمليات التنمية الاقتصادية وفقًا لأولوياتها الوطنية، مع الاستفادة من التجربة الصينية الناجحة في القضاء على الفقر وتحقيق التنمية السريعة.
وأكد أن مصر تتوافق مع هذا الطرح، خاصة أن رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة تتكامل مع “المبادرة العالمية للتنمية” و”مبادرة الحزام والطريق”.
وأعرب مدبولي عن تقدير مصر للمبادرات العشر التي أعلن عنها الرئيس الصيني “شي جين بينج” خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، والتي تعزز العلاقات الصينية الأفريقية في مختلف المجالات.
وأشاد رئيس الوزراء بالموضوع الرئيسي للجلسة التي تحدث فيها بعنوان “التحول الصناعي وتحديث الزراعة والتنمية الخضراء”، معتبرًا أنه يمثل استجابة مباشرة للتحديات التي تواجهها مصر والقارة الأفريقية، خاصة فيما يتعلق بتوفير فرص العمل وتحسين مستويات المعيشة.
الشراكة الصناعية بين أفريقيا والصين
أشار مدبولي إلى أن القارة الأفريقية بحاجة ماسة إلى شراكة حقيقية مع الصين، التي حققت طفرة صناعية هائلة. وأوضح أن هذه الشراكة تتماشى مع أهداف منتدى التعاون الصيني الأفريقي، كما تتوافق مع مخرجات قمة الاتحاد الأفريقي للتصنيع في نيامي بالنيجر عام 2022.
وركز رئيس الوزراء على أهمية بناء قدرات العمالة الأفريقية ونقل الخبرات لزيادة الصادرات، داعيًا إلى توجيه المزيد من الاستثمارات الصينية إلى القارة لتعزيز جهود توطين الصناعة.
القطاع الصناعي قاطرة للنمو الاقتصادي
وأكد مدبولي أن الحكومة المصرية تعتبر تطوير القطاع الصناعي من أهم ركائز النمو الاقتصادي، موضحًا أن الاستراتيجية الوطنية للصناعة تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي.
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى إنشاء مصانع جديدة وزيادة الصادرات، مع التركيز على الصناعات التي تعتمد على المواد الخام المحلية، والتوسع في الصناعات الخضراء من خلال التحول الرقمي.
كما أشاد بالتعاون الصناعي بين مصر والصين، خاصة في منطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري، التي أصبحت منصة رئيسية للتعاون بين البلدين.
وذكر أن المنطقة جذبت نحو 170 شركة استثمارية ووفرت الآلاف من فرص العمل، مما يعزز من مساهمة الصناعة في النمو الاقتصادي المصري.
تحديث الزراعة وأهمية الأمن الغذائي
فيما يتعلق بالزراعة، أكد مدبولي أن تحديث هذا القطاع لا يقل أهمية عن تحديث الصناعة، معتبرًا أن الأمن الغذائي يمثل تحديًا كبيرًا لأفريقيا.
وأوضح أن التحديات العالمية مثل تغير المناخ واضطرابات سلاسل الإمداد تؤثر على إنتاجية القطاع الزراعي في العديد من الدول النامية.
ودعا إلى تعزيز التعاون بين الصين وأفريقيا لتحقيق الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن الزراعة تمثل أكثر من 25% من الناتج المحلي الإجمالي في أفريقيا.
بهذه الرؤية المتكاملة، تسعى مصر إلى تعزيز شراكتها مع الصين لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما يسهم في تحسين حياة المواطنين المصريين والأفارقة على حد سواء.
أشار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال كلمته في منتدى التعاون الصيني الأفريقي، إلى التحديات الكبيرة التي تواجه القارة الأفريقية، على الرغم من امتلاكها لأكبر مساحة من الأراضي الصالحة للزراعة عالميًا.
وأوضح أن نسبة السكان الذين يعانون من الجوع في أفريقيا ارتفعت إلى 20.4% من إجمالي سكان القارة، وهو ما يعادل نصف عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع حول العالم.
أهمية تحديث الزراعة في أفريقيا
أكد مدبولي أن تحديث القطاع الزراعي في أفريقيا أصبح ضرورة ملحة لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، خاصة أن القارة الأفريقية هي الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية. وأعرب عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع الصين في مجالات التكنولوجيا الزراعية الحديثة، مثل الغابات، مكافحة التصحر، المحاصيل المقاومة للجفاف، وإدارة الموارد المائية.
كما دعا إلى الاستفادة من التكنولوجيا الصينية لتحسين نظم الري الحديث ومعالجة وتحلية المياه، بهدف تعزيز الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي.
ندرة المياه وتأثيرها العالمي
وشدد رئيس الوزراء على أن ندرة المياه تؤثر على 2.5 مليار شخص حول العالم، مشيرًا إلى ضرورة جذب الاستثمارات لتعزيز القطاع الزراعي في الدول النامية. وأضاف أن هذا يتطلب تطوير البنية التحتية الريفية، نقل التكنولوجيا الزراعية، وتبني أساليب الزراعة المستدامة، للحد من الفاقد الزراعي وتحقيق مستويات آمنة من الاكتفاء الذاتي الغذائي.
تداعيات تغير المناخ على أفريقيا
أعرب مدبولي عن قلقه من التأثيرات السلبية المتزايدة لتغير المناخ على الأمن الغذائي في أفريقيا، مشيرًا إلى أن هذا التحدي يتطلب معالجة شاملة تأخذ في الاعتبار الأبعاد التنموية والاجتماعية. ولفت إلى أن مصر، من خلال استضافتها لمؤتمر COP27، ركزت على أهمية العمل المناخي فيما يتعلق بالزراعة والأمن الغذائي.
الربط بين المناخ والسلم والأمن
أكد مدبولي ضرورة ربط المناخ بالسلم والأمن في إطار التنمية الشاملة، مشيرًا إلى أهمية دعم المبادرات الأفريقية، مثل مبادرة الاستجابة المناخية من أجل استدامة السلام (CRSP). كما شدد على أهمية تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين لدعم أفريقيا في مواجهة التغيرات المناخية، لافتًا إلى دور مركز التميز التابع لوكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية، والذي تستضيفه مصر، في دعم جهود الدول الأفريقية.
التنمية الخضراء وأولوية مصر
وفي ختام كلمته، أكد رئيس الوزراء أن مصر تضع الحفاظ على البيئة والتنمية الخضراء في مقدمة أولوياتها، ضمن رؤية 2030 للتنمية المستدامة. وأعرب عن اهتمام مصر بتعميق التعاون مع الصين في مجالات الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة، مؤكدا أن البرامج والتعهدات الجديدة التي أعلنها الرئيس الصيني شي جين بينج ستساهم في تعزيز الشراكة الصينية الأفريقية في مختلف المجالات. ودعا إلى استغلال الفرص المتاحة لتعزيز التنمية الخضراء في أفريقيا، بما يحقق الازدهار والاستقرار في القارة.
تعزيز الشراكة الصينية الأفريقية
اختتم مدبولي كلمته بالإشادة بالبرامج الجديدة التي أطلقها الرئيس الصيني، مشيرًا إلى أنها ستساهم في تعزيز الشراكة الصينية الأفريقية وتحقيق التنمية المستدامة في القارة. وأكد عزم مصر على مواصلة التعاون مع الصين والدول الأفريقية لتنفيذ مخرجات منتدى التعاون الصيني الأفريقي، بما يحقق تطلعات شعوب القارة نحو التنمية والسلام
تعليقات 0