23 نوفمبر 2024 02:03
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مسلسل عمر افندي يتصدر مؤشر البحث جوجل ..تعرف على الأسباب وتفاصيل

مسلسل عمر افندي يتصدر مؤشر البحث جوجل منذ عدة أيام ، والكل بيسأل ايه حكاية المسلسل ده ، مش بس كده ، وكل ال بيتابع المسلسل أشاد بيه بشكل يلفت الانتباه ، فلماذا كل هذا الجدل والإثارة على المسلسل .

الكل أجمع ان أحدثه بتعيد حلاوة الزمن الجميل ، في كل شيء ، بداية من المصطلحات وطريقة الكلام ال موجودة في المسلسل ، مثل ، «سعيدة يا هانم، اعذريني، أنت مين يا حضرت، من فضلك إذا سمحت»، كلمات أخذتنا لزمن بعيد في لوحة كلاسيكية رسمها مسلسل عمر أفندي، اصطحب فيها الجماهير برحلة عبر بوابة سردابه السحري لزمن هادئ بألوان حيادية وضمائر واضحة بين أفراد بمظهر أنيق من فساتين تبرز رقة الأنوثة وبدل منمقة تعكس عزة الرجال.

حالة تناغم بين الخير والشر في عالم الجميع فيه واضح وهادئ، حياة بصوت موسيقى محمد فوزي بأغنية طير يا قلبي، تتمنى لو تعيشها ولو لدقائق معدودة..

 

هي الحالة التي صحبنا فيها مسلسل عمر أفندي، فزاد تعلق الجماهير حلقة تلو الأخرى بزينات ودلال ودياسطي، لكن ما سر هذا التعلق الكبير بدراما بسيطة مثلت السهل الممتنع في عدد حلقات محدود؟

 

بحثنا عما وراء التعلق النفسي بالأحداث الدرامية والشخصيات لنقدم تقريرا مفصلا يحلل حالة تعلق الجماهير بمسلسل عمر أفندي.

 

سر تعلق الجماهير بمسلسل عمر أفندي

تقول دكتورة هبة الطماوي، أخصائي الإرشاد النفسي والعلاقات الأسرية، في تصريحات لها، إن «الناس بتتعلق بالأعمال الدرامية والروائية لأن عقلنا الباطن لا يفرق بين الواقع والخيال، لذا يتعامل مع كل الأحداث على أنها حقيقة».

 

وتابعت: لذلك عندما نجد شخصا مندمجا جدا في قصة أو رواية يكون عقله يصدق هذه الأحداث تماما ويتعايش معها على أنها حقيقة أو يتمنى أن يحل هو محل البطل، وهو ما حدث تماما في مسلسل عمر أفندي فالناس شعروا وكأنهم يرون أنفسهم في هذا الزمن الجميل ويعيشون هذه الأحداث البسيطة الراقية، ولذا شعروا أنهم مفتقدون العيش في عالم مثل هذا.

 

وأضافت أن الأمر ذاته يحدث كثيرا في الأعمال الدرامية فتكرر هذا التعلق الجماهيري من قبل، وعاش المجتمع المصري هذه الحالة على سبيل المثال مع مسلسلات مثل (أبوالعروسة وسابع جار)، لأن الناس مفتقدون الجو ده، كذلك كان الحال سابقا مع المسلسلات التركية التي اهتم بها الكثير، نظرا لأننا مفتقدون هذا الشكل من الرومانسية في حياتنا اليومية، إذ بمجرد ما نجدها في شكل عمل درامي نعيش داخله تعويضا للأحداث التي نفتقدها في حياتنا».

 

وتختتم الطماوي حديثها قائلة: «أن الفئة التي تنبهر أو تهتم بعمل عادة ما تكون مفتقدة الحالة المنبهرة بها، مثل هذه الحالة المتواجدة من انتصار الخير على الشر أو انتصار قصص الحب، أو العيش في زمن بعيد عبر بوابة سحرية، فعادة يما يميل الناس لتعويض حالة شعورية يفتقدونها في حياتهم الشخصية حتى ولو لساعة أو لدقائق معدودة، لكنها تعطيهم نفس الحالة الشعورية المحتاجين لها».

 

أسباب التعلق بالأعمال الدرامية

دكتورة علم الاجتماع إيمان نافع تشير إلى أن هناك العديد من النظريات في علم النفس وعلم الاجتماع التي تحاول تفسير سبب تعلق الجمهور بقصص مثل مسلسل «عمر أفندي» وغيرها من الأعمال الدرامية، وتتمثل بعض هذه النظريات في التالي:

 

نظرية التعاطف: تشرح هذه النظرية كيف أننا نتعلق بالشخصيات ونعيش معهم تجاربهم، مما يثير مشاعر التعاطف والانغماس في القصة.

نظرية الهروب: ترى هذه النظرية أننا نلجأ إلى القصص كوسيلة للهروب من روتين الحياة اليومية ومشكلاتها، ولتجربة عوالم أخرى وأحداث مثيرة.

نظرية المعنى: تشير هذه النظرية إلى أن القصص تساعدنا على فهم أنفسنا والعالم من حولنا، وتوفر لنا إطارا لتفسير الأحداث وتحديد معنى حياتنا.

نظرية التعلم الاجتماعي: تفسر هذه النظرية كيف نتعلم من خلال مشاهدة الآخرين، بما في ذلك الشخصيات في القصص، ونستمد منها قيما ومعايير سلوكية.

أسباب أخرى لتعلق الجمهور بالقصص:

الهوية: نجد أنفسنا في الشخصيات ونرى انعكاسا لحياتنا وتجاربنا في قصصهم.

الإثارة والتشويق: تحفزنا القصص على الاستمرار في المشاهدة لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك.

الهروب من الواقع: نستخدم القصص كوسيلة للهروب من المشاكل والضغوط التي نواجهها في الحياة اليومية.

التعرف على ثقافات أخرى: تفتح لنا القصص آفاقا جديدة وتساعدنا على فهم ثقافات مختلفة.

بشكل عام، يمكن القول إن تعلق الجمهور بالقصص هو نتيجة لتفاعل مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية، بما في ذلك الرغبة في الهروب، والبحث عن المعنى، والتعاطف مع الشخصيات، والتعلم من خلال القصص.