يواصل قطاع السياحة في مصر إثبات قدرته على الصمود وتحقيق النمو في العام الجاري 2024، رغم التحديات الإقليمية والأحداث العالمية المتقلبة.
فقد أظهرت الأرقام الرسمية زيادة ملحوظة في عدد السياح الوافدين إلى مصر خلال الأعوام الأخيرة، على الرغم من التوقعات السلبية التي أطلقها العديد من المؤسسات الدولية.
أرقام وتفاصيل:
وفقًا للتقارير الرسمية، استقبلت مصر 14.906 مليون سائح خلال عام 2023، بزيادة تفوق 27% عن عام 2022، متجاوزة الرقم القياسي الذي تم تحقيقه في عام 2010 حيث استقبلت البلاد 14.731 مليون سائح. كما بلغت عائدات السياحة 13.6 مليار دولار خلال العام المالي 2022-2023، مقارنة بـ 10.7 مليار دولار في العام المالي السابق.
وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، أن مصر تمكنت من الحفاظ على “حظوظها السياحية” رغم الاضطرابات الإقليمية، محققة زيادة في الزيارات والعائدات السياحية. وأوضح مدبولي أن مصر استثنيت من التقارير الدولية التي تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط لم تعد جاذبة للسياحة العالمية بسبب الصراعات.
عوامل النجاح:
أرجع الخبراء زيادة التدفقات السياحية إلى عدة عوامل، منها السياسات التحفيزية التي تبنتها الحكومة المصرية وتنويع المقاصد والأسواق السياحية. كما أن انخفاض تكلفة السياحة في مصر، خاصة مع تراجع سعر الجنيه المصري مقابل الدولار، ساهم في زيادة الإقبال على البلاد.
تنوع الأنشطة السياحية:
لم تقتصر الزيادة على السياحة الثقافية والشاطئية فقط، بل شهدت مصر نشاطًا في سياحات الاستشفاء والمهرجانات والسياحة النيلية، ما ساهم في جذب المزيد من السياح. إضافة إلى ذلك، اعتمدت وزارة السياحة والآثار المصرية استراتيجية تسويقية قوية شملت حملات على منصات التواصل الاجتماعي وبرامج لتحفيز الطيران.
التحديات والمستقبل:
رغم النمو الملحوظ، يرى بعض الخبراء أن الأرقام المعلنة قد تضم الوافدين من السودان والطلبة، مما قد لا يعكس عائدات سياحية حقيقية. ومع ذلك، فإن مصر تخطط لمواصلة تنمية قطاع السياحة، بما في ذلك إنشاء 200 ألف غرفة فندقية خلال السنوات الخمس المقبلة، بهدف جذب 30 مليون سائح سنويًا.
