شدد شيخ الأزهر الشريف، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، خلال كلمته في احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف، على ضرورة نصرة المستضعفين في غزة والسودان، مشددًا على أن هذا واجب ديني بإجماع العلماء.
وأشار إلى أن معاناة أهل السودان تتفاقم بسبب الحرب الأهلية والأمراض، بينما يواجه الفلسطينيون في غزة الحصار والعدوان، مما يستدعي وقفة قوية من العالم الإسلامي.
كما أوضح شيخ الأزهر أهمية فهم أحكام الحرب في الإسلام، وخاصة فيما يتعلق بالأسرى، حيث بيّن أن القرآن الكريم حدد طريقة التعامل مع الأسرى بـ “فإما منا بعد وإما فداء”، أي إما إطلاق سراحهم بدون مقابل، أو تحريرهم مقابل فدية.
وأكد فضيلته على تحريم قتل الأسير، ووجوب معاملته بكرامة، وتوفير الغذاء والكساء والرعاية الصحية له.
وخلال كلمته، قارن شيخ الأزهر بين الحرب في الإسلام، التي تتميز بالإنسانية والرحمة، وبين الحروب الحديثة في القرن الواحد والعشرين، التي تنطوي على مجازر وإبادات جماعية ضد شعوب مظلومة. وانتقد فضيلته الصمت العالمي تجاه معاناة تلك الشعوب، معتبراً أن التصريحات الفارغة والمشاعر الباردة لا تقدم شيئاً للضحايا.
وفي ختام كلمته، شدد شيخ الأزهر على ضرورة تذكير الأمة بقدراتها المادية والروحية، وبأهمية التضامن مع أطفال ونساء وشيوخ غزة، وكذلك مع شعوب السودان واليمن، مؤكدًا أن هذا التضامن ليس منة، بل واجب ديني وقرابة في الدين والمصير المشترك.
