إسرائيل في دوامة أمنية: عام من التيه والتصعيد المستمر بعد الحرب على غزة

16 سبتمبر 2024
إسرائيل في دوامة أمنية: عام من التيه والتصعيد المستمر بعد الحرب على غزة

بعد مرور عام على الحرب ضد قطاع غزة، يواجه الاحتلال الإسرائيلي وضعًا أمنيًا متدهورًا ومعقدًا بشكل متزايد، دون أي أفق لحل شامل أو نهاية قريبة للصراع.

أصبح عام 2024 يُوصف بعام التيه الإسرائيلي، حيث تُبدي تحليلات معظم الخبراء العسكريين الإسرائيليين تفاؤلًا ضئيلًا بشأن تحسن الوضع الأمني في البلاد.

إسرائيل في دوامة أمنية: عام من التيه والتصعيد المستمر بعد الحرب على غزة

مع انقضاء نحو عام على بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، تُعتبر هذه الحرب الأطول في تاريخ دولة الاحتلال.

وقد خلفت الحرب دمارًا واسعًا في البنية التحتية للقطاع، وسقط فيها أكثر من 40 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين والمفقودين.

يشير المحللون العسكريون الإسرائيليون، بما في ذلك اللواء احتياط يسرائيل زيف، إلى أن الوضع الأمني لا يقتصر على كونه غير مستقر، بل يزداد تعقيدًا مع مرور الوقت. ويعكس الوضع الحالي حالة من التصعيد المستمر والأحداث المتلاحقة، مع احتمال متزايد لحدوث تصعيد شامل بين إسرائيل وحزب الله على الحدود الشمالية.

من جانبها، تُظهر الولايات المتحدة قلقًا عميقًا بشأن الوضع، مما دفع الموفد الأمريكي الخاص لرئيس الولايات المتحدة، عاموس هوكشتاين، إلى زيارة كل من إسرائيل ولبنان.

تعكس زيارة هوكشتاين القلق الأمريكي المتزايد من إمكانية التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، خاصةً بعد الزيادة الملحوظة في قوة النيران المتبادلة بين الطرفين خلال الأسبوع الماضي.

فيما يتعلق بالحياة المحتجزة، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير متأكد مما إذا كان سيواصل تصعيد الضغط العسكري على قطاع غزة أم سيوجه اهتمامه إلى لبنان.

إسرائيل في دوامة أمنية: عام من التيه والتصعيد المستمر بعد الحرب على غزة

تظل قرارات نتنياهو مرهونة بالضغوط والقيود التي يواجهها، مثل نقص الذخائر وتآكل الوحدات القتالية. ورغم التظاهرات الكبيرة التي نظمتها أسر المحتجزين، لم يتغير موقف نتنياهو، الذي يعتبر حياة المحتجزين أقل أهمية مقارنة ببقائه في منصبه والحفاظ على علاقاته مع شخصيات سياسية أخرى مثل دونالد ترامب.

كما يرى المحللون العسكريون الإسرائيليون أن الضغط العسكري المستمر في غزة يجعل من الصعب تنفيذ حرب واسعة النطاق في لبنان، وذلك بسبب العلاقات المتوترة بين نتنياهو وكبار القادة، بالإضافة إلى تراجع كفاءة الجيش.

وتجمع التقديرات التحليلية على أن قيادة هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي تواجه حالة من الإرهاق والإحباط، مما يصعب عليها اتخاذ قرار بالانسحاب من غزة في ظل الضغوط الكبيرة والتحديات الحالية.