ولاية دارفور تلفظ أنفاسها الأخيرة.. 10 أطفال يموتون جوعاً يوميًا وسط حرب قادة السودان

منذ 4 ساعات
ولاية دارفور تلفظ أنفاسها الأخيرة.. 10 أطفال يموتون جوعاً يوميًا وسط حرب قادة السودان

في قلب ولاية دارفور السودانية، حيث تشتعل نيران الحرب، تُذبح الأبرياء ببطء. في بلدة طويلة، تفقد عشرة أطفال، أرواح بريئة، حياتهم يوميًا بسبب الجوع، فتروي صورهم الهزيلة وعينهم الغارقة قصة مأساة إنسانية لا مثيل لها.

بينما يتقاتل القادة، يدفع المدنيون الأبرياء ثمن الصراع باهظًا. تبحث النساء يائسات عن الماء والغذاء، فيما يموت الأطفال في أحضان أمهاتهم. تعاني المستشفيات من ازدحام الجرحى والمرضى، ويقف الأطباء عاجزين أمام حجم الكارثة المتفاقمة.

ولاية دارفور تلفظ أنفاسها الأخيرة.. 10 أطفال يموتون جوعاً يوميًا وسط حرب قادة السودان
دارفور السودان

تشهد البلاد كارثة إنسانية منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين الجيش الوطني ومليشيا الدعم السريع المتمردة في 15 أبريل 2023. ومع تفاقم أزمة الجوع، تتصاعد أعداد الوفيات، لاسيما بين الأطفال. وذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن المجاعة تتزايد بشكل مقلق في بلدة طويلة، حيث يُسجل وفاة ما لا يقل عن 10 أطفال يوميًا.

وأشارت الصحيفة إلى أن عشرات الآلاف من الفارين من عاصمة شمال دارفور، الفاشر، لجأوا إلى بلدة طويلة، مما زاد الضغط على العيادة الصحية الوحيدة المتاحة. وذكرت عائشة حسين يعقوب، المسؤولة عن الصحة في الإدارة المدنية، “نتوقع أن يكون العدد الفعلي للأطفال الذين يموتون من الجوع أعلى بكثير، حيث يعيش العديد من النازحين بعيدًا عن عيادتنا ولا يستطيعون الوصول إليها”.

لكن الجوع ليس القاتل الوحيد، فانتشرت أمراض مثل الملاريا والحصبة والسعال الديكي بشكل غير مسبوق. وكشفت عائشة عن وفاة 19 امرأة أثناء الولادة في الأسبوعين الأولين من يوليو، بالإضافة إلى المزيد ممن توفوا بسبب إصابات غير معالجة نتيجة الصراع في مخيمات اللاجئين مثل أبو شوك وزمزم.

ولاية دارفور تلفظ أنفاسها الأخيرة.. 10 أطفال يموتون جوعاً يوميًا وسط حرب قادة السودان
أوضحت “الجارديان” أن بلدة طويلة تحت حصار دام شهورًا من قبل مليشيا الدعم السريع، مما جعلها ملاذًا آمنًا للاجئين الهاربين من الفاشر، لكن الكثيرين يموتون على الطريق الطويل المرعب الذي تستهدفه العصابات المسلحة.

تقول تقارير برنامج الغذاء العالمي إن الحرب في السودان أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين، مما يضع أكثر من نصف سكان البلاد في خطر الجوع الحاد. ومع تفشي انعدام الأمن، غادرت وكالات الأمم المتحدة وجميع المنظمات غير الحكومية الدولية، باستثناء منظمة أطباء بلا حدود، منطقة الفاشر.

ولاية دارفور تلفظ أنفاسها الأخيرة.. 10 أطفال يموتون جوعاً يوميًا وسط حرب قادة السودان
وفي أغسطس، أوقفت عناصر من مليشيا الدعم السريع شاحنات تحمل إمدادات لمخيم زمزم، مما عرقل جهود الإغاثة. ووصف نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، توبي هاروارد، الوضع في طويلة والفاشر بأنه كارثة إنسانية تتفاقم يوميًا، محذرًا من أن مئات الآلاف من الأبرياء في خطر شديد.