مقابر ملوك وملكات الأسر الفرعونية بالأقصر.. 4 ديسمبر الاحتفال بذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون و نفرتاري و تاوسرت

30 سبتمبر 2024
مقابر ملوك وملكات الأسر الفرعونية بالأقصر.. 4 ديسمبر الاحتفال بذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون و نفرتاري و تاوسرت

أنشئت محافظة الأقصر طبقاً للقرار الجمهوري رقم 378 لسنة 2009 الصادر في 9 ديسمبر 2009، ويتم الاحتفال بعيدها القومي كل عام في يوم 4 ديسمبر بذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون .

فمحافظة الأقصر تقع في إقليم جنوب الصعيد، تتوزع مراكزها ومدنها على ضفتي نهر النيل وعاصمتها مدينة الأقصر التي كانت قديماً تمثل مدينة طيبة عاصمة مصر خلال عدة حقب من الأسرات الفرعونية

مقابر ملوك وملكات الأسر الفرعونية بالأقصر.. 4 ديسمبر الاحتفال بذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون و نفرتاري و تاوسرت

فقائمة أبرز مقابر ملوك وملكات الأسر الفرعونية بالأقصر، والتي يتهافت سياح العالم لزيارتها بصورة يومية طوال العام، وترتفع زيارات السائحين مع دخول الموسم السياحي الشتوي الذي يبدأ سنوياً من شهر أكتوبر ويستمر حتى نهاية أبريل، والتي تشمل ما يلي:- ” مقابر وادي الملوك والملكات – مقابر النبلاء ” ، والتي تجذب الآلاف من السائحين في كل عام لزيارتها من مختلف أنحاء العالم.

ويأتي على رأس قائمة المقابر الفرعونية الأثرية في الأقصر، مقبرة الملك توت عنخ آمون الأشهر في مصر والعالم أجمع، والتي تم اختيار يوم العيد القومي للأقصر يوم اكتشافها في 4 ديسمبر من كل عام، حيث أن المقبرة تم اكتشافها في 4 نوفمبر عام 1922 والتي أثارت الجدل والسحر الخاص حول العالم أجمع، وجذبت للأقصر عقب افتتاحها كافة ملوك وأمراء العالم ليكونوا أول الحاضرين في زيارتها وقت الاكتشاف، ولا تزال تجذب العالم والسياح من كافة دول القارات العالمية حتى الآن.

مقابر ملوك وملكات الأسر الفرعونية بالأقصر.. 4 ديسمبر الاحتفال بذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون و نفرتاري و تاوسرت

ويعتبر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون هو العالم البريطاني هوارد كارتر عالم آثار وخبير بعلوم المصريات، ولد بمدينة لندن مقاطعة كينسينجتون في 1874 ميلادي، واشتهر بسبب اكتشافه لمقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك بالأقصر، وفى عام 1907 بعد عدة سنوات قاحلة، تعرف كارتر على اللورد كارنارفون، أحد الهواة المتحمسين والذي كان على استعداد لتمويل بعثات كارتر الاستكشافية لاحقا أصبح كارتر المسئول عن كل أعمال التنقيب للورد كارنافون.

وكان قد قام اللورد كارنافون بتمويل بحث كارتر عن مقبرة الملك الصغير توت عنخ أمون، وتم العمل عدة مواسم للوصول لمقبرة الملك الذي كانوا يجهلون أي شيء عنه سوى اسمه وقتها، وفى عام 1922 غضب اللورد كارنارفون من العمل وعدم اكتشاف المقبرة لعدة مواسم وقرر التوقف وبعد محاولات كارتر قرر إعطاؤه فرصة لموسم واحد للعمل على كشف تلك المقبرة من عدمه.

مقابر ملوك وملكات الأسر الفرعونية بالأقصر.. 4 ديسمبر الاحتفال بذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون و نفرتاري و تاوسرت

وبالفعل وبمساعدة أحد عمال الحفائر المصريين في 4 نوفمبر عام 1922 نجح هوارد كارتر في الوصول لسلم يؤدى لمقبرة الملك التاريخي توت عنخ آمون، والتي تعتبر حتى الآن أفضل مقبرة في تاريخ البر الغربي تكتشف بكامل كنوزها ولم يسرق منها قطعة واحدة من لصوص الآثار قديماً.

أما المقبرة الثانية فهي مقبرة نفرتاري رقم 66 في وادي الملكات بالبر الغربي، وتعود لزوجة الملك رمسيس الثاني نفرتاري والتي قال في حبها ” هي التي تشرق الشمس من أجلها)، والتي رغم مرور آلاف السنين على اكتشافها في عام 1904 على يد البعثة الإيطالية بقيادة العالم يكياباريللي، تحتفظ بالألوان والنقوش قمة في الدقة والروعة حيث تغطى تلك النقوش أكثر من 520 متر من المقبرة لتبهر كل ضيوف العالم خلال زيارتها، ونفرتاري تزوجت في صباها من الأمير رمسيس الثاني وكان يبلغ 14عام، والذي بني لها أيضاً معبد أبو سمبل.

مقابر ملوك وملكات الأسر الفرعونية بالأقصر.. مقبرة توت عنخ آمون و نفرتاري و تاوسرت

مقابر ملوك وملكات الأسر الفرعونية بالأقصر.. 4 ديسمبر الاحتفال بذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون و نفرتاري و تاوسرت

كما نحت لها تمثالين كبيرين بين تماثيله، وتمثلت كثيراً على تماثيل الملك رمسيس الثاني في الأقصر ومعبد أبو سمبل، حيث أن مقبرة نفرتاري امتازت بجمال النقوش، ودقتها، وبراعة التصوير، واستخدام ألوان زاهية، وإظهار جمال ورقة وأناقة الملكة نفرتاري.

وتتكون المقبرة من 7 حجرات وممر طويل، ومن الغرفة الرئيسية يوجد ممر ينتهي بغرفة مستطيلة الشكل، أما في آخر الغرفة الأولى فهناك درج يؤدي إلى غرفة التابوت المكونة من أربع دعائم وثلاث غرف صغيرة في وسط القاعة، حيث تم اكتشاف المقبرة في عام 1904، ولم تفتح للجمهور إلا في أوائل عقد التسعينيات من القرن الماضي، وذلك لحدوث بعض التلف في النقوش والزخارف بسبب ترسّب الأملاح.

أما المقبرة الثالثة فهي مقبرة تاوسرت، وتعود لزوجة الملك سيتي الثاني وآخر ملوك الأسر 19 وهى الملكة تاوسرت، وذلك حسبما يقول على رضا مدير وادي الملوك بالأقصر، حيث إن المقبرة تضم نقوش وألوان بديعة بطول حوالي 158 متراً في باطن جبل القرنة، وهى عبارة عن مقبرة مشتركة تخص في الأساس الملكة تاوسرت، وتمت توسعتها وإعادة استخدامها من قبل الملك ست نخت أول ملوك الأسرة العشرون، وتم طمس معالم الملكة توسرت من على جدران المقبرة ومحاولة تحوير النقوش لتلاءم الملك ست نخت.

ثم بعد ذلك تم إزالة الاسم الملكي لست نخت من على جدران المقبرة وإحلال اسم الملك سيتي الثاني بدلا منه خلال العقود التالية، ولا تزال نقوش مقبرة توسرت باقية بألوانها المختلفة في حالة جيدة.

ويوجد نقوش على جدران الحجرة الأمامية بالمقبرة تعبر عن كتاب الموتى، ونقوش لرحلة الشمس أثناء الغروب، ونقوش من مراحل كتاب الأبواب وكتاب الجحيم، وسقف الحجرة الأولى للمقبرة منقوش بالنجوم وبعض الأبراج السماوية الهامة لقدماء المصريين، وفي الحجرة الثانية يوجد تابوت الملك “ست ناختي” ومشاهد من كتاب الأبواب وسقف الحجرة مزين بنقوش فلكية.

مقابر ملوك وملكات الأسر الفرعونية بالأقصر.. 4 ديسمبر الاحتفال بذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون و نفرتاري و تاوسرت

أما المقبرة الرابعة فهي مقبرة الملك رمسيس الثالث، فهي تعتبر معجزة فنية مذهلة تم بناؤها بعمق 180 متراً في قلب جبل القرنة، والتي تتواجد داخلها مزيج خاص من الهندسة الرائعة مع النقوش الفخمة العظيمة لتروي قصة حضارة عظيمة وتأسر الزائرين من حول العالم بجمالها التاريخي الفريد، حيث تحمل المقبرة رقم 11 بوادي الملوك وتعرف عالميا باسم KV11.

وذلك حسبما يقول على رضا مدير منطقة وادي الملوك بالأقصر، ومن أروع المشاهد داخل المقبرة هو السقف الخاص بالمقبرة، فإنه لدى دخولها يوجد السقف المغطى بالكتابات الهيروغليفية الملونة المأخوذة من كتاب الموتى السقف، والمغطى بالنجوم والتعاويذ الموضوعة على خلفية صفراء زاهية تبهر الزوار من حول العالم، حيث تم اكتشاف المقبرة  في عام 1767 والذي اكتشفها  جيمس بروس.

أما المقبرة الخامسة فهي مقبرة رمسيس الرابع بوادي الملوك والتي تم اكتشافها على عالم الآثار إدوارد راسل أيرتون في عام 1905م، ويبلغ طولها 88.66 م، حسبما يقول على رضا مدير منطقة وادي الملوك بالأقصر، حيث إن مقبرة رمسيس الرابع تحمل رقم 2 في منطقة وادي الملوك بالبر الغربي، وتتواجد أسفل الوادي الشرقي والتي تعتبر مقبرة ملكية مميزة للملك المصري رمسيس الرابع ثالث ملوك الأسرة العشرون.

وتلك المقبرة مفتوحة منذ العصور القديمة وعثر بداخلها على العديد من النقوش بلغات مختلفة (كاليونانية والفينيقية والقبطية)، كما تحتوى المقبرة على مشاهد فى الجدران والأسقف لرحلة رب الشمس في ساعات النهار والليل، بجانب الملك وهو يتعبد لمعبودات العالم الآخر، بجانب نص مدح “رع” والذي يضم حوالي 45 سطر.

بجانب نصوص من كتاب الأموات ونصوص من كتاب الكهوف، وهى الكتاب التاريخية التي يتم تصويرها في مقابر الملوك والملكات في تلك الفترة، وسطور متنوعة من كتاب الموتى تتضمن الفصول 123–127 وتختص بما يقوله المتوفى يوم الحساب أمام أوزير ليبرئ نفسه من الخطايا والذنوب، كما تضم المقبرة نقوش ومناظر من كتاب البوابات يجسد الملك وهو راكع أمام رب الشمس في العالم السفلى وهو يقدم له رمز العدالى وتوجد أرواح المذنبين الذين وضعهم المعبود أتوم في الأغلال، وكل تلك المشاهد تبهج الزوار القادمين من حول العالم لزيارة المقبرة بصورة يومية.