ذكرى 7 أكتوبر: عام من الحرب على غزة دمار هائل ومآس إنسانية مستمرة
أسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، التي بدأت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين ودمار هائل، يقدر بأنه قد يستغرق عقودًا لإعادة بنائه.
يعيش مئات الآلاف في مخيمات بائسة، ولا توجد منازل يعودون إليها، حتى في حال وجود وقف لإطلاق النار.
تقرير الأمم المتحدة الصادر في سبتمبر الماضي أشار إلى تدمير نحو ربع المباني في غزة أو تعرضها لأضرار جسيمة. فقد تعرض حوالي 66% من المباني، بما في ذلك أكثر من 227 ألف وحدة سكنية، لبعض الأضرار على الأقل، وفقًا لتقارير الأسوشيتد برس.
وفي الوقت نفسه، تقدر الأمم المتحدة أن هناك أكثر من 42 مليون طن من الركام، بما في ذلك المباني المدمرة التي لا تزال قائمة، مما يعكس حجم الدمار.
محمد جهاد، البالغ من العمر 11 عامًا، يجمع بقايا منزله الذي كان مكونًا من طابقين، ويساعد والده في تحويل الأنقاض إلى حصى لصنع شواهد قبور لضحايا الحرب.
يقول والده، الذي فقد أحد أبنائه خلال النزاع، إن هذه الأنقاض تمثل مأساة جديدة تضاف إلى مآسيهم اليومية.
أشارت الأمم المتحدة إلى أن إزالة الأنقاض ستستغرق سنوات، حيث يُقدَّر أن كميات الركام التي خلفتها الحرب الحالية تعادل 14 ضعف كمية الأنقاض التي تراكمت بين عامي 2008 وبداية النزاع الحالي.
ووفقًا للمسؤولين، فإن إزالة 10 ملايين طن من الحطام ستكلف حوالي 280 مليون دولار.
على الأرض، يتعامل الفلسطينيون مع الدمار بأنفسهم، حيث أكد يسري أبو شباب، سائق سيارة أجرة من خان يونس، أنه لا يوجد من يزيل الأنقاض سوى السكان.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن ثلثي المباني التي بُنيت قبل الحرب تضررت أو دُمرت، مع الإشارة إلى أن نحو ثلثها كانت بنايات متعددة الطوابق.
الحطام في غزة يحتوي على جثث غير منتشلة وقنابل غير منفجرة، ووفقًا لوزارة الصحة في قطاع غزة، قد يصل عدد الجثث إلى 10 آلاف.
كما يُقدر أن 2.3 مليون طن من الحطام قد تكون ملوثة، مما يزيد من خطر التلوث والأمراض.
الأطباء وخبراء الصحة العامة يخشون من أن تؤدي الظروف الحالية إلى زيادة حالات السرطان والتشوهات الخلقية في المواليد بسبب التلوث الناتج عن المعادن والمواد السامة في الركام.
كما سجلت منظمة الصحة العالمية حوالي مليون حالة من التهابات الجهاز التنفسي الحادة خلال العام الماضي، وهو ما يشير إلى الخطر الكبير الذي يمثله الغبار والملوثات الأخرى.
تعمل الأمم المتحدة حاليًا على تقديم المساعدة للسكان المتضررين، وتخطط لإطلاق مشروع تجريبي لإدارة الحطام في مناطق مثل خان يونس ودير البلح.
المسؤولون يحذرون من أن التحديات كبيرة، ولكن من الضروري البدء في إزالة الأنقاض والبحث عن حلول للتعامل مع هذه الأوضاع المأساوية.
تعليقات 0