وقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية يكشف عجز العالم.. عقبات دولية وإقليمية تحول دون تطبيق القرار 1701
تواجه الجهود الرامية إلى تطبيق القرار 1701 على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تحديات جوهرية، وفقًا لمصادر مطلعة في بيروت.
وأكدت المصادر أن العناصر الأساسية لتحقيق وقف إطلاق نار فعّال لا تزال غير متوفرة، مما يجعل الدعوات لتطبيق القرار أقرب إلى “التمنيات”.
التحديات على المستوى الدولي
تتعرض القدرة الدولية على فرض السلام في المنطقة للضعف بسبب الانقسام الحاد الناجم عن الصراع الروسي-الأوكراني والتوترات بين الولايات المتحدة والصين.
وهذه الأوضاع أثرت سلبًا على مجلس الأمن، حيث فقد القدرة على اتخاذ إجراءات فعالة.
كما أشار المراقبون إلى تراجع دور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي يعاني من “عطب كبير”، ما أثر على فعالية الأمم المتحدة في التعامل مع الأزمات.
وفي هذا السياق، لم تبدي الإدارة الأمريكية تحركًا جادًا للتسريع بوقف إطلاق النار، حيث تُحمل واشنطن “حزب الله” مسؤولية تصعيد الأوضاع من خلال مشاركته في الحرب.
موقف حزب الله والمعادلة الإقليمية
يواجه حزب الله معضلة استراتيجية حيث إن قبول وقف إطلاق النار قد يُفسَّر كاعتراف بخطأه في فتح “جبهة الإسناد”. كما أن التطبيق الصارم للقرار 1701 سيؤثر بشكل مباشر على دوره الإقليمي وعلاقته بإيران.
إذا تم تطبيق القرار، سيتعين على الحزب مواجهة التحديات الداخلية حيث إن أكثرية اللبنانيين لم تؤيد قرار فتح الجبهة من دون مشاورة. كما أن غياب شخصية قيادية قوية داخل الحزب قادر على تسويق موقف صعب يضعه في موقف حرج.
التداعيات المستقبلية
تتوقع المصادر استمرار التصعيد العسكري وزيادة الخسائر البشرية والاقتصادية قبل التوصل إلى حل. تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية العنيفة، مما يعيد إلى الأذهان مشاهد الحرب في غزة.
كما تبرز أهمية متابعة العلاقات الأمريكية-الإيرانية، خاصة مع التوترات المتزايدة بين الطرفين. يُحتمل أن تزيد تلك التطورات من تعقيد الوضع في المنطقة، مما يُشعل مزيدًا من التصعيد ويعيق جهود إحلال السلام.
بناءً على ذلك، تتجه الأنظار نحو تطورات الأزمة، حيث يتوقع المراقبون فصولًا أكثر دموية قبل أن تتجه الأطراف نحو الحد الأدنى من الواقعية للخروج من هذه المأزق.
تعليقات 0