كشفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن تفاقم الأزمة الإنسانية في لبنان، حيث يعاني نحو 2.5 مليون شخص، أي ما يعادل 40% من السكان، من الحاجة الماسة إلى مساعدات غذائية عاجلة. يأتي هذا التدهور في الوضع الإنساني في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الذي أوقع أعدادًا كبيرة من الضحايا.
وأشارت شبكة الإنذار المبكر من المجاعة التابعة للوكالة إلى أن العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية ستبقيان في حالة “أزمة” حتى يناير المقبل، نتيجة اضطرابات سلسلة إمدادات الغذاء، مما دفع الأسر لتخزين المواد الغذائية والضروريات الأساسية في ظل ارتفاع أسعارها.
وذكرت الوكالة أن القصف الإسرائيلي المتواصل أسفر عن استشهاد أكثر من ألفي شخص وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين، بالإضافة إلى تشريد أكثر من مليون شخص.
وتشير التقارير إلى أن حوالي 20% من سكان لبنان، أي ما يقدر بـ 1.2 مليون شخص، أجبروا على ترك منازلهم والبحث عن مأوى في أماكن أخرى، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن ربع الأراضي اللبنانية تخضع لأوامر التهجير العسكرية الإسرائيلية، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية. وقد امتلأت المدارس الحكومية، البالغ عددها 900، والتي تم تحويلها إلى ملاجئ، بالفعل، حيث لجأ العديد من النازحين إلى الأصدقاء أو العائلة، أو إلى منازل مهجورة أو فنادق فارغة.
وفي ساحة الشهداء ببيروت، تنام مجموعات من العمال الأجانب في العراء، مع عدم توفر أماكن ملجأ لهم. وأفادت إحدى منسقات المساعدات الإنسانية بأن وضع مجتمع اللاجئين السوريين “يائس”، حيث يُمنعون من دخول الملاجئ، مما يجعلهم عرضة للتشرد في الشوارع.
وقد أدت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية ببيروت إلى خروج 4 مستشفيات عن الخدمة، مما زاد من معاناة الجرحى والمصابين. ووفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، ارتفع عدد الضحايا منذ بدء التصعيد إلى أكثر من 2100 شهيد ونحو 11 ألف جريح.
آخر التقارير تشير إلى وقوع غارتين إسرائيليتين على أحياء سكنية مكتظة في بيروت، مما أسفر عن استشهاد 22 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، ما يسلط الضوء على استمرار التصعيد العنيف وتدهور الأوضاع الإنسانية في لبنان.
