22 نوفمبر 2024 22:59
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الحكومة العراقية بين مطرقة الفصائل وسندان المجتمع الدولي.. 20 فصيلاً يلوحون باستهداف القواعد الأمريكية حال استهداف إيران

تواجه الحكومة العراقية حالة من الترقب الحذر في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، حيث تعلو المخاوف من انعكاسات محتملة على أمن العراق واستقراره.

ومع اشتداد الصراع بين الطرفين، يبدو أن العراق قد يجد نفسه أمام تحديات جديدة تهدد سلامته وسيادته، خاصة مع تنامي التهديدات من “الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية”، التي تضم أكثر من 20 فصيلاً مسلحاً، والتي أعلنت استعدادها لاستهداف القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة كرد فعل على أي هجوم إسرائيلي أو أمريكي ضد إيران.

الحكومة العراقية بين مطرقة الفصائل وسندان المجتمع الدولي.. 20 فصيلاً يلوحون باستهداف القواعد الأمريكية حال استهداف إيران

تصاعد التوترات الإقليمية وتأثيرها على العراق
في ظل هذا التصعيد بين طهران وتل أبيب، يخشى العديد من المحللين أن تتحول المواجهة الحالية إلى صراع إقليمي واسع، مما قد يجر العراق إلى دائرة العنف.

ويزداد هذا الخطر في ظل ارتباط العراق الوثيق بكل من إيران والولايات المتحدة، وهما الطرفان الرئيسيان في هذا النزاع المتصاعد.

ففي الوقت الذي يعتبر فيه العراق شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة، يتمتع أيضاً بعلاقات وثيقة مع إيران، مما يضع بغداد في موقف دقيق يتطلب إدارة التوازن بين الجانبين.

وقد شهدت الأشهر الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في التوترات بين إيران وإسرائيل، حيث انتقلت المواجهات من العمليات الأمنية المحدودة إلى ضربات عسكرية أكثر علانية وشمولاً.

على سبيل المثال، استهدفت إسرائيل مواقع إيرانية في سوريا في أبريل الماضي، بما في ذلك القنصلية الإيرانية في دمشق، وهو ما اعتبرته إيران تجاوزاً لخطوطها الحمراء، مما أدى إلى ردود عسكرية من وكلائها في المنطقة، بما في ذلك الفصائل العراقية الموالية لطهران.

تهديدات الفصائل العراقية وتعقيدات الوضع الداخلي
في ضوء هذه التطورات، أصدرت “الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية” تحذيراً صريحاً بأن أي هجوم إسرائيلي أو أمريكي على إيران سيقابله رد عنيف يتمثل في استهداف القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة.

وهذا الإعلان يضع الحكومة العراقية في موقف معقد، إذ تجد نفسها مضطرة للتعامل مع فصائل مسلحة داخل البلاد تعمل تحت تأثير مباشر من طهران، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً لسلطة الدولة وسيادتها.

وأثار هذا التصريح قلقًا دوليًا واسعًا، حيث تتزايد المخاوف من تحول العراق إلى ساحة جديدة للصراع بالوكالة بين إيران وإسرائيل، وقد يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار الداخلي في البلاد.

وبينما تسعى الحكومة العراقية للحفاظ على الأمن الداخلي وتفادي الانجرار إلى صراع خارجي، تجد نفسها محاطة بضغوط متعددة الأطراف.

الحكومة العراقية بين مطرقة الفصائل وسندان المجتمع الدولي.. 20 فصيلاً يلوحون باستهداف القواعد الأمريكية حال استهداف إيران

موقف الحكومة العراقية: بين مطرقة الفصائل وسندان المجتمع الدولي
وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني موقف حكومته الرافض لأي هجمات على المصالح الأمريكية في العراق أو الدول المجاورة.

وأوضح السوداني أن سلطة إعلان الحرب والسلم يجب أن تكون محصورة بيد الدولة العراقية، باعتبارها الجهة الوحيدة المخولة بذلك. يأتي هذا في إطار سعي بغداد للحفاظ على سيادتها وتجنب الدخول في صراعات إقليمية قد تؤثر على استقرارها.

كما شدد السوداني على ضرورة ضبط الفصائل المسلحة ووضع حد لتدخلاتها في الشأن الخارجي، مشيرًا إلى أن العراق لا يمكن أن يكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.

ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى قدرة الحكومة على فرض سلطتها على هذه الفصائل التي تمتلك نفوذًا واسعًا وتمتد علاقاتها إلى طهران.

العلاقات العراقية مع إيران والولايات المتحدة: توازن دقيق
يحاول العراق منذ سنوات الحفاظ على توازن دقيق في علاقاته مع إيران والولايات المتحدة.

فمن جهة، تعتبر إيران جارًا استراتيجيًا وشريكًا اقتصاديًا رئيسيًا للعراق، كما تتمتع الفصائل المسلحة الموالية لإيران بنفوذ كبير داخل البلاد.

ومن جهة أخرى، تعد الولايات المتحدة حليفاً استراتيجياً رئيسياً لبغداد، خاصة في مجال الأمن والاقتصاد.

وفي هذا السياق، أشار الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني، إلى أن العلاقات مع طهران تعتبر حيوية لاستقرار العراق والمنطقة.

وأكد رشيد أن العراق يسعى لتعزيز التعاون مع إيران في مجالات الأمن والاقتصاد، مشيراً إلى أن البلدين يعملان على وضع استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.

الحكومة العراقية بين مطرقة الفصائل وسندان المجتمع الدولي.. 20 فصيلاً يلوحون باستهداف القواعد الأمريكية حال استهداف إيران

المخاطر المحتملة على العراق: الأمن والاقتصاد في مهب الريح
ومع تزايد التصعيد بين إيران وإسرائيل، يخشى المحللون من أن العراق قد يتأثر بشكل مباشر على عدة أصعدة. فمن الناحية الأمنية، قد يؤدي الصراع الإقليمي إلى زيادة العمليات العسكرية داخل العراق، سواء من قبل الفصائل المسلحة الموالية لإيران أو من قبل القوات الأمريكية المتواجدة في البلاد.

كما يمكن أن يشهد العراق تصاعداً في الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على القواعد الأمريكية، وهو ما سيؤدي إلى زعزعة الأمن الداخلي وتعريض المدنيين للخطر.

أما من الناحية الاقتصادية، فإن التصعيد الإقليمي قد يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العراقي، خاصة إذا ما فرضت الولايات المتحدة عقوبات إضافية على إيران أو على الفصائل العراقية الموالية لها.

وقد يؤدي ذلك إلى تراجع الاستثمارات الأجنبية في العراق، وزيادة الضغوط على الحكومة العراقية التي تعاني بالفعل من مشاكل اقتصادية كبيرة.

التحدي الأكبر: كيفية السيطرة على الفصائل المسلحة
في خضم هذا التصعيد الإقليمي، يبقى التحدي الأكبر أمام الحكومة العراقية هو كيفية السيطرة على الفصائل المسلحة وتوجيه دورها بما يخدم المصالح الوطنية.

ففي الوقت الذي تسعى فيه بغداد للحفاظ على سيادتها وتفادي الانجرار إلى صراع إقليمي، تجد نفسها مضطرة للتعامل مع فصائل مسلحة تعمل تحت تأثير طهران. هذا الوضع المعقد يضع الحكومة العراقية أمام اختبار حقيقي لقدرتها على فرض سيادة القانون وضبط الأمن الداخلي.

الحكومة العراقية بين مطرقة الفصائل وسندان المجتمع الدولي.. 20 فصيلاً يلوحون باستهداف القواعد الأمريكية حال استهداف إيران

خلاصة: العراق في عين العاصفة
يبقى العراق في وضع حرج وسط هذا التصعيد المتزايد بين إيران وإسرائيل. ومع استمرار التوترات، سيظل التحدي الأكبر للحكومة العراقية هو الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية، وفي الوقت ذاته فرض السيطرة على الفصائل المسلحة التي قد تجر البلاد إلى صراع لا تحمد عقباه.