إسرائيل على حافة الهاوية.. تل أبيب تسعى للرد على إيران وسط انقسام داخلي وتحذيرات من حرب إقليمية

15 أكتوبر 2024
إسرائيل على حافة الهاوية.. تل أبيب تسعى للرد على إيران وسط انقسام داخلي وتحذيرات من حرب إقليمية

في ظل تصاعد التوتر بين تل أبيب وطهران بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، تشهد الساحة الإسرائيلية حالة من الترقب والانقسام حول كيفية الرد الأمثل على هذه الضربة.

يتصدر موضوع التعامل مع إيران الطاولة السياسية والإعلامية في إسرائيل، حيث يحظى بتأييد كبير من شرائح معينة بينما يثير مخاوف أخرى تتعلق بتداعيات التصعيد على المنطقة بأسرها.

انقسام الرأي العام الإسرائيلي
يشير استطلاع حديث أجرته “جيويش نيوز سنديكت” إلى أن 62% من الإسرائيليين يؤيدون استغلال التوترات الراهنة لتوجيه ضربة لإيران قبل الانتخابات الأمريكية المرتقبة، باعتبارها فرصة قد لا تتكرر، في ظل وجود رئيس أمريكي قد يتبنى موقفًا أقل صرامة تجاه طهران.

ومع ذلك، تظل النسبة المتبقية متخوفة من التأثيرات السلبية التي قد تنجم عن تصعيد قد يؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة، مما يهدد استقرار إسرائيل على المدى الطويل.

إسرائيل على حافة الهاوية.. تل أبيب تسعى للرد على إيران وسط انقسام داخلي وتحذيرات من حرب إقليمية

على الجانب الآخر، يعكف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تأكيد أهمية هذه المرحلة، مشددًا على أن التهديد الإيراني يُشكل “حربًا وجودية” قد تكون أهم من تأسيس الدولة الإسرائيلية نفسها.

كما وجه نتنياهو رسالة مباشرة إلى الشعب الإيراني، قال فيها: “إسرائيل تقف معكم”، في محاولة لاستمالة الرأي العام الإيراني ضد النظام الحاكم.

تصاعد لهجة التهديدات والمواقف السياسية
تزامنًا مع ذلك، تتصاعد التهديدات من داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث أشار وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إلى أن الحرب ضد إيران يجب أن تتضمن أربعة أهداف رئيسية، أبرزها القضاء على النظام الإيراني وبرنامجه النووي.

وفي هذا السياق، يظهر التوافق بين مختلف أطياف الساحة السياسية الإسرائيلية حول ضرورة اتخاذ خطوات قوية لردع إيران، خاصة في ظل تصاعد تهديدات “حزب الله” على الحدود الشمالية.

إلى جانب ذلك، دعا زعيم حزب “يش عتيد”، يائير لابيد، إلى استهداف منشآت النفط الإيرانية، حتى وإن كان ذلك على حساب رفض واشنطن لهذا النوع من العمليات. ومع وجود انقسام بين من يفضل التصعيد ومن يرى ضرورة التروي، يتجه الوضع نحو مزيد من التعقيد.

إسرائيل على حافة الهاوية.. تل أبيب تسعى للرد على إيران وسط انقسام داخلي وتحذيرات من حرب إقليمية

المخاوف من اندلاع حرب شاملة
على الرغم من اللهجة التصعيدية المتزايدة، فإن المخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة تظل قائمة، خاصة مع تعقيدات الجغرافيا السياسية التي قد تؤدي إلى توسيع نطاق الصراع ليشمل دولًا أخرى في الشرق الأوسط.

ويرى بعض المحللين أن هذه اللحظة قد تمثل فرصة تاريخية لإسرائيل لتغيير موازين القوى في المنطقة عبر توجيه ضربة قوية لإيران، إلا أن ذلك يظل محفوفًا بالمخاطر، خاصة في ظل عدم وجود ضمانات حول استجابة إيران وحلفائها.

الثقة المتزايدة بالجيش الإسرائيلي
وسط هذه التوترات، يُظهر استطلاع حديث أجرته معهد الديمقراطية الإسرائيلي زيادة ملحوظة في ثقة الجمهور الإسرائيلي بأداء الجيش، حيث بلغت نسبة الثقة 76%. ويُعتبر رئيس الأركان، هيرتسي هاليفي، من أكثر القادة الذين يحظون بتقدير كبير بين الإسرائيليين، يليه وزير الدفاع يوآف جالانت.

إسرائيل على حافة الهاوية.. تل أبيب تسعى للرد على إيران وسط انقسام داخلي وتحذيرات من حرب إقليمية

هذا الثقة المتزايدة بالجيش تعكس تطورًا مهمًا في نظرة المجتمع الإسرائيلي لدور المؤسسة العسكرية في حماية أمن الدولة ومواجهة التهديدات الخارجية.

التحديات الداخلية
على الرغم من تركيز الحكومة الإسرائيلية على التهديد الإيراني، إلا أن رئيس الوزراء نتنياهو يواجه تحديات داخلية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بمحاولاته تعديل قانون لجان التحقيق في أحداث 7 أكتوبر 2023، والتي تُعتبر نقطة خلافية كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي.

وبينما تسعى الحكومة لتجنب المساءلة عن أي تقصير في إدارة الأزمات، يبقى السؤال مطروحًا حول قدرة نتنياهو على الحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي وسط تصاعد التوترات الداخلية.

إسرائيل على حافة الهاوية.. تل أبيب تسعى للرد على إيران وسط انقسام داخلي وتحذيرات من حرب إقليمية

رؤية شاملة
إجمالًا، يبقى المشهد الإسرائيلي في حالة ترقب حذرة مع استمرار الجدل حول كيفية الرد على إيران، وما إذا كان التصعيد هو الحل الأمثل.

ويتداخل في هذا المشهد عناصر عدة، منها المصالح الداخلية للحكومة الإسرائيلية، وعلاقتها مع حلفائها، والمخاطر الإقليمية التي قد تترتب على أي تحرك عسكري. في ظل هذه التعقيدات، قد تستمر حالة الجمود السياسي لبعض الوقت، مع مراقبة دقيقة لتطورات الساحة الإقليمية والدولية.