تفاصيل قضية تسريبات مكتب نتنياهو واتهامه بخرق أمني لتسريب معلومات استخباراتية سرية للغاية
أكد مسئولون إسرائيليون إن مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو أحد المشتبه بهم وممن تم اعتقالهم بتهمة “خرق أمني”، تضمن تسريب معلومات استخباراتية سرية للغاية، وسط تكهنات بأن يؤدي التسريب إلى تعميق انعدام الثقة والتوتر بين نتنياهو وجيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة المخابرات، والذي تزايد منذ الإخفاقات الأمنية الناجمة عن هجمات حماس في 7 أكتوبر.
وقال موقع أكسيوس الأمريكي إن الجيش الإسرائيلي طلب تحقيقا بعد تسريب معلومات استخباراتية سرية للغاية لصحيفة بيلد الألمانية، وصحيفة جويش كرونيكل البريطانية، في حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتقالات في صفوف مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأشارت مصادر إعلامية إلى أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرضت تعتيما حول تفاصيل التحقيق، وتمنع النشر حوله.
ويدور الحديث عن فضيحة جديدة تتعلق بمكتب رئيس الوزراء وطاقم المستشارين المقرب من نتنياهو، وتشير إلى شبهات حول تسريب مستندات ووثائق أمنية وعسكرية لوسائل إعلام أجنبية، حيث اتهم نتنياهو الرقابة العسكرية بالتأخير في رفع الحظر من أجل تشويه سمعة وصورة مكتبه ومساعديه.
ونشرت صحيفة بيلد الألمانية، في سبتمبر الماضي، وثيقة يُزعم أنها وجدت على جهاز الكمبيوتر الخاص بالسنوار، والتي تتضمن تفاصيل تعليمات إستراتيجية لحماس فيما يتعلق بكيفية إجراء المفاوضات مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار والمحتجزين، إلى جانب ما يخص أساليب التلاعب بمشاعر عائلاتهم، والتعامل مع المجتمع الدولي، وذلك بهدف استعادة القدرات العسكرية للعمل ضد إسرائيل.
على الجانب الأخر، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن مساعد نتنياهو، الذي عمل عن كثب مع نتنياهو منذ بداية الحرب، وشارك فى اجتماعات أمنية حساسة وعرض أمامه معلومات سرية للغاية رغم فشله في اجتياز الفحص الأمني الذي يجريه جهاز الشاباك الإسرائيلي وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت أن التحقيقات تدور حول كشف معلومات حساسة تشكل خطرا على مصادرها، ويمكن أن تضر بالمساعي لتحقيق أهداف الحرب في غزة، قائلة إنه رغم إنكار ديوان نتنياهو اعتقال أي من موظفي الديوان، فإن صورا تداولتها وسائل الإعلام أظهرت المشتبه الرئيسي به في القضية خلال مشاركته في اجتماعات للحكومة وزيارات لوحدات سرية بالجيش برفقة نتنياهو، ولفتت الصحيفة إلى أن بعض تفاصيل القضية يعود إلى وثائق حصل عليها الجيش في غزة.
وكشف رونين بيرجمان، في عدة مقالات في يديعوت أحرونوت، أن الوثائق المزعومة لم يكتبها السنوار على الإطلاق، وأن ما جاء فيها هو عكس ما نشر تماما، بينما قالت صحيفة “هاآرتس” إن النيابة العامة الإسرائيلية تحقق في شبهات تسريب وثائق استخباراتية تتعلق بالسنوار للصحيفتين الألمانية والبريطانية، لافتة إلى أن موظفين اثنين من مكتب نتنياهو تشاورا مع مكتب المحامي عميت حداد الذي يترافع عن نتنياهو في ملفات الفساد التي يحاكم بها، وأكد القاضي في محكمة الصلح الإسرائيلية، مناحيم مزراحي، أن جهاز الأمن العام والشرطة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي بدأت “التحقيق المشترك في خرق مشتبه به للأمن القومي، ناجم عن تسريب معلومات سرية، موضحا أن “التحقيق لا يزال جاريا في مكتب نتنياهو، بشأن تسريب هذه المعلومات”، وقال القاضي إن السلطات تشتبه في أن التسريب “أضر بتحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية” وفتحت السلطات الإسرائيلية تحقيقاً في واقعة تسريب وثائق منسوبة لحركة حماس، بعد التلاعب بها لتخدم وجهة نظر نتنياهو، الذي كان يرى أن زعيم الحركة يحيى السنوار ينوى تهريب أسرى عبر محور صلاح الدين.
معلومات لـ8 نقاط أساسية حول قضية تسريبات مكتب نتنياهو، والتي جاءت كالتالي :
1- فتح تحقيق من الشين بيت
قبل بضعة أسابيع طلبت قوات الدفاع الإسرائيلية من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) فتح تحقيق في هذه القضية.
2- على ماذا ركز تحقيق الشين بيت؟
ركز التحقيق على “القلق من حدوث خرق أمني بسبب التزويد غير القانوني بمعلومات سرية”، مما عرض “معلومات حساسة ومصادر استخباراتية للخطر، فضلًا عن الإضرار بجهود تحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة”.
3- اعتقال مشتبه بهم نتيجة التحقيق
أدى تحقيق مشترك أجراه جهاز الأمن الداخلي والشرطة والجيش والدفاع إلى اعتقال العديد من المشتبه بهم قبل أيام.
4- سُمح بالنشر
كانت القضية تحت أمر حظر النشر لعدة أيام، حتى أصدر القاضي بعض التفاصيل الجمعة الأول من نوفمبر 2024.
وجاء في رفع الحظر عن النشر من قبل المحكمة النص التالي: “في الأسبوع الماضي، بدأت المرحلة المفتوحة في التحقيق المشترك الذي أجراه الشاباك والشرطة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، والذي يتعلق بخرق أمني مشتبه به على خلفية تقديم معلومات سرية بشكل غير قانوني، وهذا يشكل خطرا على المعلومات والمصادر الحساسة من المعلومات، فضلا عن الإضرار بتحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة، وفي هذه المرحلة اعتقل عدد من المشتبه بهم، وما زال التحقيق جاريا”.
وعند هذه النقطة لم تُشر المعلومات الجزئية التي صدرت بشكل رسمي إلى مصدر التسريب، ولا إلى طبيعته، ولا إلى هوية أو طبيعة عمل الشخصيات الذين اعتقلوا ومكان عملهم.
5- ما مضمون هذه الوثيقة الاستخباراتية المُسربة؟
هناك إجماع إعلامي -نقلا عن مسؤولين إسرائيليين- على أن الأمر على صلة مباشرة بما نشرته صحيفة ” بيلد ” الألمانية في أوائل سبتمبر، بشأن وثيقة يُزعم أن زعيم حركة حماس الراحل يحيى السنوار صاغها واحتوت على إستراتيجية حماس بشأن مفاوضات صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار.
وطُلب فتح تحقيق بعد تسريب هذه الوثيقة التي وُصفت من الجهات الأمنية بأنها تقرير استخباراتي خام سري للغاية، تم تسريبه إلى الصحيفة، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
تفاصيل قضية تسريبات مكتب نتنياهو واتهامه بخرق أمني لتسريب معلومات استخباراتية سرية للغاية
6- من المشتبه به في هذه القضية وما التهمة؟
أحد المشتبه بهم مساعد لنتنياهو، بل يُعد أقرب مساعديه، إلى جانب آخرين اعتقلوا بتهمة خرق أمني مزعوم شمل تسريب معلومات استخباراتية سرية للغاية.
من جهته، نفى نتنياهو تورط مكتبه، وقال في بيان “لم يتم استجواب أو اعتقال أي شخص من مكتب رئيس الوزراء”، وأضاف أنه لم يكن هناك تسريب من مكتب رئيس الوزراء، واتهم هيئات حكومية أخرى، لم يسمها، بتسريب معلومات سرية.
7- ما الذي سربّه الإعلام عن مساعد نتنياهو؟
عمل هذا المساعد من كثب مع نتنياهو منذ بداية الحرب، وشارك في اجتماعات أمنية حساسة وتعرض لمعلومات سرية للغاية على الرغم من فشله في إجراء فحص أمني. ونتيجة لذلك، لم يكن لديه التصريح الأمني اللازم للعمل في مكتب رئيس الوزراء ولم يتم تعيينه رسميا من قبل المكتب، وفي الوقت نفسه، كان يقدم المشورة لنتنياهو بنشاط، بحسب معلومات سبق أن أفادت بها هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية قبل أيام.
8- هل كان نتنياهو على علم أو متورطًا في التسريبات؟
هذا السؤال أجابت عنه شخصيات في المعارضة بتوجيه الاتهام إلى نتنياهو بالمسؤولية المباشرة عن هذه التسريبات فور رفع الحظر عن القضية.
تعليقات 0