22 نوفمبر 2024 21:22
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

قبيل ساعات من الانتخابات الرئاسية الأمريكية .. صراع ترامب وهاريس على أصوات 240 ألف من العرب والمسلمين في ميشيجان

في الساعات الأخيرة التي تسبق فتح صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تشتد المنافسة بين الرئيس السابق دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس، في سباق يسعى كلا المرشحين فيه للحصول على دعم الجالية العربية والمسلمة في ولاية ميشيجان، تلك الولاية التي تضم قاعدة ناخبين مؤثرة تُقدر بنحو 240 ألف ناخب مسلم مسجل.

قبيل ساعات من الانتخابات الرئاسية الأمريكية .. صراع ترامب وهاريس على أصوات 240 ألف من العرب والمسلمين في ميشيجان

ويلوح في الأفق أن هذه الفئة قد تكون العامل الحاسم في ترجيح كفة الفائز في هذا السباق الرئاسي المصيري.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقارب حاد وغير مسبوق بين المرشحين في ميشيجان، ما جعل الولاية تتحول إلى ساحة معركة انتخابية شرسة في الساعات الأخيرة.

ونتيجة لهذا التنافس المتصاعد، كثف كل من ترامب وهاريس من نشاطاتهما وحملاتهما لاستقطاب هذه الشريحة المؤثرة، ففي خطوة تاريخية زار ترامب مدينة ديربورن، المدينة التي تضم أكبر تجمع عربي أمريكي في الولايات المتحدة، وأعرب خلال زيارته عن تعهداته بتحسين أوضاع الجالية.

وعلى الجانب الآخر، عمدت هاريس خلال تجمع انتخابي حاشد إلى التزام واضح تجاه الفلسطينيين، حيث أكدت أنها “ستبذل كل ما في وسعها لإنهاء الحرب في غزة” وتعزيز حقوق الفلسطينيين في الحرية والأمان.

قبيل ساعات من الانتخابات الرئاسية الأمريكية .. صراع ترامب وهاريس على أصوات 240 ألف من العرب والمسلمين في ميشيجان
صراع محتدم واستراتيجيات معقدة

وقد كشفت وسائل إعلام أمريكية، مثل صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن هناك تحولاً ملموسًا في توجهات الناخبين العرب والمسلمين في ميشيجان، حيث إن الدور الذي لعبه هؤلاء الناخبين كان حاسمًا في فوز الرئيس جو بايدن بفارق 150 ألف صوت في الانتخابات الرئاسية عام 2020.

وأوضحت الدكتورة نزيتا لاجيفاردي، أستاذة العلوم السياسية في جامعة ولاية ميشيجان، أن “ترامب استفاد بشكل كبير من تقصير حملة هاريس في التواصل المباشر مع الجالية المسلمة”، مما منحه ميزة لدى شريحة من الناخبين كانت تقليديًا تميل إلى الديمقراطيين.

وتضيف لاجيفاردي أن ترامب لم يكتفِ بالتصريحات، بل قام بزيارة غير مسبوقة إلى مدينة ديربورن، المدينة التي تعد معقلًا للأمريكيين العرب والمسلمين.

وقد وصفته وكالة “أسوشيتد برس” بالمرشح الأول من حزب رئيسي يقوم بزيارة لهذه المدينة، ما يشير إلى استراتيجيته المتمثلة في تعزيز حضوره بين العرب والمسلمين.

ترامب وكسب ود الجالية الكلدانية

كما عمدت حملة ترامب إلى توجيه رسائل مباشرة لجالية الكلدان المسيحية، التي تشكل نسبة ملحوظة من سكان ميشيجان العرب، وأوضح مسعد بولس، رجل الأعمال اللبناني الأمريكي ووالد زوج تيفاني ترامب، أن “الكلدان هم جزء من مجتمع الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، ويمثلون نسبة كبيرة من الناخبين”.

وشدد بولس على أن “نحو 70% من العرب في الولايات المتحدة هم من المسيحيين”، وهو ما دفع ترامب لتكثيف اتصالاته مع قادة الجالية الكلدانية التي يبلغ عدد أفرادها نحو 200 ألف شخص في ميشيجان.

دعم من شخصيات بارزة للمجتمع العربي والمسلم

ووفقًا لتقرير أوردته شبكة “سي إن إن”، فقد نجحت حملة ترامب في استقطاب شخصيات مؤثرة داخل المجتمع العربي والمسلم، مثل الشيخ هشام الحسيني، إمام المركز التعليمي في كربلاء بديربورن، الذي أعلن دعمه لترامب معتبرًا أنه “المرشح الأفضل لرفض القوانين المتعلقة بزواج المثليين”.

ويرى المحلل جيم زغبي، المدير المؤسس للمعهد العربي الأمريكي، أن ظهور صهر ترامب في فعاليات ديربورن مع المرشح نفسه يمثل رسالة قوية موجهة إلى المجتمع العربي، تشير إلى نية جادة لكسب دعمه.

جهود هاريس والرهان على دعم الفلسطينيين

في المقابل، تبذل هاريس جهودًا مكثفة لاستعادة دعم الجالية العربية والمسلمة، حيث نظمت تجمعات انتخابية في ولاية ميشيجان، وقد ركزت خلال تلك اللقاءات على القضايا التي تهم هذه الشريحة، خصوصًا الملف الفلسطيني.

وفي تصريحات خلال تجمع انتخابي في جامعة ولاية ميشيجان، أكدت هاريس التزامها بـ”حق الفلسطينيين في الكرامة والحرية وتقرير المصير”، ما يعكس توجهها نحو كسب ود المجتمع العربي والمسلم، الذي يرى في القضية الفلسطينية رمزًا لهويته وتطلعاته السياسية. إلا أن بعض المحللين يرون أن حملة هاريس تأخرت في التواصل المباشر مع هذه الفئة، وهو ما جعل من الصعب استقطابها بشكل كامل في هذه المرحلة الحرجة.

قبيل ساعات من الانتخابات الرئاسية الأمريكية .. صراع ترامب وهاريس على أصوات 240 ألف من العرب والمسلمين في ميشيجان
استطلاعات رأي متقاربة تعكس المشهد المعقد

ويعكس المشهد الانتخابي المتأزم نتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها بعض الهيئات، حيث أظهر استطلاع حديث لوحدة البحوث والدراسات في جامعة ميشيجان أن 43% من العرب الأمريكيين يؤيدون ترامب مقابل 41% لهاريس. بينما أشار استطلاع آخر أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير” إلى أن 42.3% من المسلمين الأمريكيين يعتزمون التصويت للمرشحة المستقلة جيل ستاين، و41% لهاريس، و9.8% لترامب.

وتدل هذه الأرقام على التقارب الشديد في المواقف بين المرشحين، مما يجعل النتيجة غير محسومة حتى الآن.

قبيل ساعات من الانتخابات الرئاسية الأمريكية .. صراع ترامب وهاريس على أصوات 240 ألف من العرب والمسلمين في ميشيجان
الساعات الأخيرة الحاسمة ورهانات الحملتين

ومع دخول الحملة الانتخابية مراحلها الأخيرة، تكثف حملة هاريس جهودها على الأرض، مشيرة إلى أنها تعتمد على شبكة واسعة من المتطوعين والعاملين الميدانيين في ولايات رئيسية مثل ميشيجان.

وتراهن الحملة على ملفات حقوق المرأة وحقوق الأقليات وقضايا الإجهاض، التي تعتقد أنها ستكون عامل جذب للناخبين العرب والمسلمين. في المقابل، يركز ترامب على الملفات الاقتصادية، حيث استند في حملته على ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض مستوى الثقة في أداء الرئيس بايدن، مشيرًا إلى أن سياسات هاريس تعكس استمرارية النهج الديمقراطي الذي لم يلبِ تطلعات الشعب الأمريكي.

وتبدو الساعات القادمة حاسمة في تحديد اتجاهات الناخبين العرب والمسلمين، حيث يرى مراقبون أن أصوات هذه الفئة قد تكون العامل الفاصل الذي سيحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة، ليبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات عديدة وسط تنافس تاريخي محموم.