بين الوظيفة العامة والفخامة الملكية.. كيف يتناسب راتب الرئيس الأمريكي مع حياة الترف في البيت الأبيض
يعيش الرئيس الأمريكي في عالم استثنائي يربط بين المسؤوليات العامة وامتيازات تشبه حياة الملوك. فبينما يعتبره المواطنون موظفاً عاماً يُدافع عن مصالحهم، يكشف البيت الأبيض عن جوانب لا تُحصى من الرفاهية والترف.
يبدأ يوم “سيد البيت الأبيض” في قصرٍ يضم 132 غرفة، حيث تتنوع خيارات الترفيه. من جولة تنس صباحية منعشة، إلى سباحة في مسبح خاص، وصولاً إلى مباراة بولينج في صالة مخصصة.
وإذا كان المزاج يميل للاسترخاء، فإن هناك صالة سينما خاصة تعرض أحدث الأفلام، مما يجعل الحياة اليومية هنا تجربة فريدة.
للهروب من صخب العاصمة، يفتح منتجع “كامب ديفيد” أبوابه كملاذ هادئ بين جبال ماريلاند. لكن التنقلات ليست أقل تميزًا، حيث تستعد الطائرة الفاخرة “Air Force One” لنقل الرئيس، بتكلفة تصل إلى 200 ألف دولار في الساعة.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، تشير مجلة “فوربس” إلى أن الرؤساء الأمريكيين هم في النهاية ضمن فئة الموظفين العموميين، مما يستدعي أن يحصل دافعو الضرائب على قيمة مقابل أموالهم.
ورغم أن راتب الرئيس ثابت عند 400 ألف دولار سنوياً منذ عام 2001، فإن نائب الرئيس مثل كامالا هاريس، يحصل على 235100 دولار، مما يعني أن ترقية هاريس ستزيد راتبها إلى ما يقرب من ضعف ما تتقاضاه الآن.
في جانب آخر، يُعتبر الرئيس السابق دونالد ترامب شخصية فريدة؛ فقد اختار عدم تقاضي راتبه طوال فترة ولايته، وبدلاً من ذلك، كان يُوجه راتبه إلى وكالات حكومية، حتى أنه تبرع براتبه الأخير لوزارة الصحة لمواجهة جائحة كورونا. ومع ثروة تُقدر بنحو 3 مليارات دولار، يُعد ترامب أغنى من شغل المكتب البيضاوي.
تتعدد المزايا المالية للرئيس، فهو يحصل على 50 ألف دولار سنوياً كبدل نفقات، بالإضافة إلى 100 ألف دولار للسفر و19 ألف دولار للترفيه. ورغم أن الراتب خاضع للضريبة، فإن المكافآت الأخرى لا تخضع لنفس القانون.
وعند تولي الرئاسة، يحصل الرئيس على 100 ألف دولار لتجهيز ديكور وتصميم البيت الأبيض، بينما تتراوح تكلفة صيانة البيت الأبيض حوالي 4 ملايين دولار سنويًا، يتحمل الرئيس مسؤولية دفع أجور الطاقم خلال الحفلات.
أما المرافق الترفيهية، فتشمل صالة بولينغ، مسبح للعلاج الطبيعي، ملاعب تنس وكرة سلة، وصالة عرض سينمائية. وفي إطار امتيازاته، يتمتع الرئيس بإمكانية الاستراحة في منتجع “كامب ديفيد”، الذي يتيح له الفرار من ضغوط السياسة.
تستفيد الرئاسة أيضًا من طائرة “بوينج 747-200 بي” التي تُعتبر رمزاً للفخامة، مع تكاليف تشغيل تصل إلى 200 ألف دولار في الساعة، بالإضافة إلى مروحية “مارين ون”.
ولم تتوقف الامتيازات عند هذا الحد، حيث تُوفر الحماية السرية للرؤساء حتى بعد مغادرتهم البيت الأبيض، وكانت ميزانية هذه الخدمة في عام 2017 تُقدر بـ 1.9 مليار دولار.
إن جميع هذه الامتيازات تعكس حياة الرئيس الأمريكي، التي تمزج بين الترف والواجبات الوطنية، لتبقى قصة حياة تحمل في طياتها الكثير من التعقيد بين الخدمة العامة والرفاهية الفائقة.
تعليقات 0