23 نوفمبر 2024 03:00
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

محكمة جنوب سيناء تقضي بالسجن 15 عامًا على قاتل ابنه في صحراء دهب بعد ادعائه أنه المهدي المنتظر

أصدرت محكمة جنايات جنوب سيناء، اليوم الأربعاء، حكمًا بالسجن المشدد 15 عامًا على المتهم بقتل ابنه في صحراء دهب، وذلك بعد أن ادعى أنه المهدي المنتظر.

ترأس الجلسة المستشار حسني جمال عليان، وشارك في عضويتها المستشارين مجدي نبيل شفيق، ومحمود محمد بدوي، وعمر عاصم عجيلة.

كما شهدت الجلسة حضور طارق جودة، وكيل النيابة، ومحمد عبد الستار، سكرتير التحقيق.

تفاصيل الحادث: بدأت أحداث الجريمة في شهر فبراير الماضي، عندما اصطحب المتهم، الذي يدعى طلال، ابنه البالغ من العمر 12 عامًا في سيارة ملاكي من منطقة الرويسات بشرم الشيخ إلى صحراء دهب، في ليلة ممطرة.

وتوجه إلى منطقة وادي ذغرة، التي تقع بين مدينتي دهب ونويبع. هناك، وعلى غير المتوقع، دفع المتهم ابنه أرضًا، ثم قام بخنقه بكلتا يديه حتى فارق الحياة.

وبعد ارتكاب جريمته، قام بوضع الرمال في فم ابنه وعينيه وأذنه وأنفه، ثم تركه مرميًا في الصحراء.

وفي خطوة غريبة، خلع المتهم ملابسه تمامًا ووضعها داخل سيارته، ثم بدأ السير عاريًا لمسافة تزيد عن خمسة كيلومترات في الصحراء، حتى وصل إلى مكان مهجور.

ظل في هذا المكان ليوم كامل، حتى رآه أحد أبناء البدو.

وعندما استفسر عن سبب تصرفه الغريب، ادعى المتهم أنه المهدي المنتظر، فتركه البدوي وأبلغ الأهالي، الذين بدورهم ألبسوه ملابس وأبلغوا الجهات الأمنية.

المتهم وصحته النفسية: الجدير بالذكر أن المتهم يدعى طلال ويعمل صيادًا في شرم الشيخ. ويبلغ من العمر 42 عامًا، وله أربعة أبناء من زوجتين.

انفصل عن زوجته الأولى منذ أربع سنوات، وتزوج بعدها بسنتين من سيدة أخرى أنجب منها ولدًا.

وقد أشار المتهم في التحقيقات إلى أنه كان يعتقد أن ابنه كان مسكونًا بالجن، مما دفعه للقتل.

أقوال المتهم: عند استجوابه من قبل رجال الأمن، أدعى المتهم أنه المهدي المنتظر، مؤكدًا أنه قتل “العفريت” الذي كان يسكن جسد ابنه من أجل التخلص منه.

وقال إنه إذا لم يعد ابنه إلى الحياة بعد قراءة القرآن عليه، فإن على رجال الأمن “إطلاق النار عليه”. أصر المتهم على أنه لم يقتل ابنه بل قتل “جنًا” في جسده عمره 5000 سنة، وادعى أنه كان يسعى لتحقيق انتقام من الجن الذين أذاقوه العذاب، وقال إنه قتل عبد الهادي لكي يستعيد حق أجداده منهم.

التحقيقات والإجراءات الأمنية: بعد ارتكاب الجريمة، توجه رجال الأمن إلى مكان الحادث، حيث عثروا على السيارة التي كان يقودها المتهم، وأرشدهم إلى مكان جثة ابنه.

تم نقل الجثمان إلى مستشفى دهب، حيث تم حفظه في الثلاجة تحت تصرف النيابة العامة.

وبعد إجراء التحقيقات، تم تحرير محضر بالواقعة برقم 947 لسنة 2024 جنايات دهب.

المحاكمة: خلال جلسة اليوم، استمر المتهم في هذيانه أمام المحكمة، مؤكدًا أن ابنه حي وأنه قتل “جنًا” وليس بشريًا.

على الرغم من أقواله الغريبة، أصدرت المحكمة حكمها في النهاية بمعاقبته بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا.