هل يحقق نتنياهو حلم ترمب باتخاذ قرارات جريئة تنهي الحرب في غزة
في ظل تعيينات فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، التي تميل لصالح دعم إسرائيل، تشهد تل أبيب تفاعلات متباينة إزاء تطلعات إدارة ترمب الجديدة.
فعلى الرغم من الترحيب الإسرائيلي الواسع بهذه التعيينات، إلا أن مصادر سياسية إسرائيلية تشير إلى أن أن إدارة ترمب تتبنى موقفاً واضحاً بشأن إنهاء الحرب، حيث يأمل ترمب في أن يتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرارات جريئة لإنهاء الحرب في غزة ولبنان، وذلك بهدف تحقيق استقرار أوسع في المنطقة.
رسائل نتنياهو إلى إدارة ترمب: تعاون وثيق وترقب للمرحلة المقبلة
قام وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، بزيارة إلى الولايات المتحدة لمدة أربعة أيام التقى خلالها بعدد من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، بالإضافة إلى الرئيس المنتخب ترمب في منتجع مارالاغو في فلوريدا.
وبحسب ما ورد على موقع «أكسيوس» الأميركي، فإن ديرمر نقل رسائل من نتنياهو إلى ترمب، تتضمن خطط إسرائيل للتعامل مع الأوضاع في غزة ولبنان وإيران خلال الفترة الانتقالية وقبل تولي ترمب رسميًا منصب الرئاسة.
يسعى نتنياهو من خلال هذه الخطوة إلى الاطلاع على توقعات ترمب ورغباته، بما يساعد على تحقيق توافق وثيق بين الجانبين.
ويبدو أن اختيار نتنياهو لديرمر لهذه المهمة ليس محض صدفة، فهو أميركي الأصل وعمل سابقاً كسفير لإسرائيل في واشنطن، حيث أقام علاقات وثيقة مع جميع أطياف الحزب الجمهوري، وعمل بشكل مباشر مع ترمب خلال فترة ولايته الأولى، مما يسهم في تسهيل عملية التنسيق المستقبلي بين الطرفين.
تحذيرات من استعجال خطوة الضم: رسائل من غرينبلات لكبار المسؤولين الإسرائيليين
في ظل الحماسة التي يظهرها اليمين المتطرف في إسرائيل تجاه فرصة ضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات، حذر جيسون غرينبلات، المبعوث السابق لترمب إلى الشرق الأوسط، كبار الوزراء الإسرائيليين من المضي قدماً في مسألة الضم دون النظر إلى السياق الزمني والسياسي.
وفي تصريح له لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، قال غرينبلات إنه من المهم أن يظل المسؤولون في إسرائيل حذرين من افتراض أن ترمب سيدعم ضم الضفة الغربية بصورة تلقائية، مشيراً إلى ضرورة التنسيق الوثيق مع نتنياهو للتركيز على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة ومواجهة التحديات الأمنية الحالية قبل مناقشة أي خطوات تتعلق بضم الأراضي.
تحديات المرحلة المقبلة: معادلة الضم في سياق جديد
رغم الترحيب الإسرائيلي بحلفاء ترمب في الإدارة الجديدة، فإن خطوة الضم ما تزال تخضع لحسابات دقيقة.
وفي ظل تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة، تؤكد المصادر أن إدارة ترمب تسعى لتحقيق نوع من التوازن، حيث يتمحور هدفها الأساسي حول إنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية للصراع.
ومن هنا يأتي موقف غرينبلات الذي شدد على أهمية تأجيل مسألة الضم والتركيز على معالجة التهديدات الملحة، حيث يعتقد أن الوقت قد يكون غير مناسب حالياً لاتخاذ قرارات واسعة في هذا الاتجاه، مما يعكس إدراكاً للتحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل.
يتضح من هذه الرسائل أن ترمب يرى في نتنياهو شريكاً استراتيجياً لتحقيق أهدافه في المنطقة، إلا أن الإقدام على خطوات مصيرية كضم الضفة قد يحتاج إلى دراسة أعمق، خاصةً في ظل التحديات الراهنة
تعليقات 0