جرائم النصب والاحتيال الإلكتروني تهديد متصاعد.. كيف نقي أنفسنا
في السنوات الأخيرة، تصاعدت ظاهرةجرائم النصب والاحتيال الإلكتروني بشكل ملحوظ، حيث أصبحت تستهدف أفرادًا من مختلف الفئات، مستغلة التطور التكنولوجي وانتشار الإنترنت في حياتنا اليومية.
تبدأ هذه الجرائم غالبًا من خلال اتصال هاتفي مفاجئ من رقم مجهول، يدعي المتصل فيه أنه يمثل بنكًا أو شركة معروفة، ويطلب معلومات حساسة من الضحية، مثل بيانات الحسابات البنكية أو كلمات المرور، لينتهي الأمر بسرقة أموال الضحية أو اختراق أجهزته الإلكترونية وابتزازه بمعلومات شخصية أو صور خاصة.
الاحتيال الإلكتروني: تهديد متزايد للمجتمع المصري
في هذا السياق، أوضح الدكتور عبد الفتاح درويش، أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب السابق بجامعة المنوفية، أن المجتمع المصري بات يواجه تحديًا كبيرًا أمام جرائم الاحتيال والابتزاز الإلكتروني، والتي أصبحت أكثر انتشارًا نتيجة الاعتماد المتزايد على الإنترنت في شتى مناحي الحياة.
وأكد درويش أن هذه الجرائم تهدف إلى استغلال البيانات الشخصية لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة، مشيرًا إلى أن الابتزاز الإلكتروني قد يتضمن تهديدات بنشر صور أو معلومات حساسة، بينما يعتمد الاحتيال الإلكتروني على أساليب مثل التصيد أو انتحال الهوية.
نصائح لحماية الأفراد من الوقوع ضحايا
قدم درويش مجموعة من النصائح التي يمكن أن تساعد الأفراد على تجنب الوقوع في فخاخ هذه الجرائم، مشددًا على أهمية الحذر عند التعامل مع الإنترنت أو مشاركة المعلومات الشخصية. وأوضح أن اتباع هذه الإرشادات يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر التعرض لمثل هذه الجرائم، ومنها:
1. الحذر في التعامل مع الغرباء: تجنب مشاركة أي معلومات شخصية أو حساسة مع جهات مجهولة أو غير موثوقة.
2. تأمين الحسابات الشخصية: استخدام كلمات مرور قوية ومختلفة لكل حساب، مع تغييرها بانتظام لضمان أمان الحسابات.
3. التوعية المستمرة: ضرورة أن تقوم الحكومات والمنظمات بحملات توعية لتثقيف الناس حول مخاطر الاحتيال الإلكتروني وأساليبه المختلفة.
4. تعزيز الأمن الرقمي: الاعتماد على تقنيات التشفير المتقدمة وأنظمة الحماية الرقمية لحفظ البيانات الشخصية.
5. التدريب على كشف الاحتيال: تدريب الأفراد على التعرف على أساليب الاحتيال، مثل رسائل البريد الإلكتروني المزيفة أو المكالمات الهاتفية المشبوهة.
تصاعد معدلات الجرائم الإلكترونية في المنطقة العربية
وأشار درويش إلى أن المنطقة العربية تشهد زيادة كبيرة في معدلات الاحتيال والابتزاز الإلكتروني، حيث أظهرت الدراسات الحديثة أن نسبة هذه الجرائم تتصاعد بشكل ملحوظ، بالتزامن مع ارتفاع معدلات استخدام الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية في مختلف دول المنطقة.
ولفت إلى أن هذه الظاهرة تشكل تهديدًا متزايدًا، يتطلب تضافر الجهود بين الحكومات والمؤسسات للتصدي لها.
التحدي المستقبلي
واختتم درويش حديثه بالتأكيد على أهمية تطوير استراتيجيات شاملة لمكافحة جرائم النصب والاحتيال الإلكتروني، سواء من خلال تعزيز التشريعات القانونية التي تجرم هذه الأفعال، أو من خلال تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الأمن الرقمي. كما دعا إلى ضرورة التحرك الفوري لاحتواء هذه الظاهرة التي تهدد الأفراد والمجتمعات على حد سواء.
تعليقات 0