306 كيلومتر تفصل أوكرانيا عن حرب شاملة.. الولايات المتحدة تؤجج الصراع وروسيا تهدد بـ”أتاكمز”

في ظل تصاعد التوترات المتزايدة في أوكرانيا، يشهد المشهد السياسي والعسكري تحولًا جديدًا مع تبادل الاتهامات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن تأجيج الصراع.

ووسط هذا التصعيد، شنت روسيا سلسلة هجمات مكثفة على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، بما في ذلك المجمعات الصناعية والمنشآت العسكرية، مما أثار قلقًا دوليًا متزايدًا حول مستقبل الحرب وآفاق الحلول الدبلوماسية.

وفي خطوة مثيرة للجدل، قررت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن رفع القيود التي كانت تمنع أوكرانيا من استخدام الأسلحة الأمريكية لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.

وأكدت مصادر من البيت الأبيض أن هذا القرار جاء بعد أن رصدت واشنطن قيام روسيا بنشر قوات برية من كوريا الشمالية لدعم عملياتها في أوكرانيا، ما اعتبرته الإدارة تصعيدًا غير مسبوق يتطلب إجراءات دفاعية جديدة لدعم كييف.

اتهامات متبادلة وتصعيد مستمر
من جهة أخرى، ردت موسكو بلهجة حادة، متهمة واشنطن بأنها تتورط بشكل مباشر في النزاع الأوكراني من خلال دعمها غير المحدود لكييف.

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن قرار بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب العمق الروسي يمثل خطوة خطيرة قد تؤدي إلى توسيع نطاق الحرب بشكل أكبر.

سيرجي لافروف

ورغم التفويض الأمريكي باستخدام الأسلحة بعيدة المدى، إلا أن مصادر أوكرانية أوضحت أن كييف لم تقم حتى الآن باستخدام هذه الأسلحة ضد الأهداف الروسية، لكنها تستعد للقيام بذلك في الأيام المقبلة.

وبحسب تقارير إعلامية، يتوقع أن تستخدم أوكرانيا صواريخ “أتاكمز” القادرة على ضرب أهداف تصل إلى 306 كيلومترات، ما يعزز قدرتها على شن هجمات استراتيجية في عمق الأراضي الروسية.

محاولات السيطرة الروسية والجهود الأمريكية لمواجهة التصعيد
وفي سياق متصل، أفاد معهد دراسات الحرب الأمريكي بأن روسيا تكثف جهودها للسيطرة الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوجانسك قبل نهاية عام 2024.

وتعكس العمليات العسكرية المكثفة على الأرض نية موسكو لتحقيق تقدم استراتيجي في هاتين المنطقتين، ما يزيد من تعقيد الوضع الميداني والسياسي في أوكرانيا.

وفي ظل هذه التطورات، أدى فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى ظهور بوادر تفاؤل جديدة بإمكانية التوصل إلى هدنة في الصراع الأوكراني.

ويعرب العديد من المحللين والمشرعين عن اعتقادهم بأن ترامب قد يتمكن من التفاوض على وقف إطلاق النار، حيث أبدى استعدادًا للانخراط في جهود دبلوماسية تسعى لتهدئة الصراع قبل نهاية العام، بحسب ما أفادت به “إذاعة صوت أمريكا”.

مستقبل مجهول وتوقعات قاتمة
وفي ظل التوترات المتصاعدة، تتزايد المخاوف بشأن تحول الحرب في أوكرانيا إلى صراع طويل الأمد ذي تداعيات واسعة على الأمن الإقليمي والدولي. وبينما تستمر الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي، يبدو أن الطريق إلى التهدئة ما زال مليئًا بالتحديات، خاصة مع استمرار التصعيد العسكري والقرارات المثيرة للجدل من كلا الجانبين.

تستمر الأنظار في التوجه إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام المقبلة، في ظل التحركات المتسارعة على الأرض والتصريحات المتبادلة بين القوى الكبرى التي تعيد تشكيل خارطة النزاعات العالمية.