هل تلجأ موسكو إلى الخيار النووي؟.. بعد تهديدات أوكرانيا بضرب العمق الروسي بصواريخ أمريكية
أثارت ضربات أوكرانيا الأخيرة باستخدام صواريخ أمريكية من طراز “أتاكمز” على أهداف روسية تساؤلات حاسمة حول رد فعل موسكو. شبكة سكاي نيوز البريطانية طرحت السؤال الأبرز: “هل يلجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فعلاً إلى الزر النووي؟”
الضربة الأوكرانية، التي وصفتها وسائل إعلام روسية بأنها الأولى من نوعها باستخدام هذه الصواريخ المقدمة من الولايات المتحدة، تأتي في وقت حرج.
فقد وافق بوتين مؤخراً على تحديث العقيدة النووية الروسية، مما يقلل القيود المفروضة على استخدام الأسلحة النووية.
وبحسب العقيدة الجديدة، يمكن لموسكو الرد نووياً حتى في مواجهة هجوم بأسلحة تقليدية إذا كان مدعوماً من قوى نووية كأمريكا.
تحذيرات متصاعدة وردود محتملة
حذَّر الكرملين مسبقاً من أن استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ قد يدفع روسيا لاتخاذ إجراءات صارمة، بما في ذلك الرد النووي.
وتزامنت هذه التطورات مع توقيع بوتين على تغييرات جوهرية في عقيدة بلاده النووية، بعد أيام فقط من إعلان واشنطن السماح لكييف باستخدام صواريخ طويلة المدى لاستهداف العمق الروسي.
تشير التقارير إلى أن الهجوم الأوكراني استهدف منطقة بريانسك الروسية، مما يرفع مستوى التوتر إلى ذروته.
ورغم ذلك، يبقى من غير الواضح إذا ما كان بوتين قد أعطى الضوء الأخضر لهذا التصعيد، أو ما إذا كان على علم مسبق بالهجوم.
عقبات أمام التصعيد النووي
رغم حدة التهديدات الروسية، ترى شبكة سكاي نيوز أن تنفيذ تهديدات موسكو باستخدام السلاح النووي يواجه عوائق عدة. أبرزها موقف الصين، الحليف الاستراتيجي لروسيا، التي من غير المرجح أن تدعم تصعيداً نووياً في هذا التوقيت.
إضافة إلى ذلك، فإن موسكو تدرك أن التصعيد النووي قد يثير غضب الإدارة الأمريكية المقبلة، خاصة إذا تولى دونالد ترامب الرئاسة مجدداً، حيث تشير التوقعات إلى رغبته في إنهاء الصراع بطريقة تصب في صالح روسيا.
سيناريوهات غير متوقعة
لكن رغم العقبات، يبقى هناك دائماً احتمال أن تتخذ روسيا قرارات غير متوقعة.
فالعديد لم يتوقع الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا قبل ألف يوم، واليوم يبدو أن العالم يقف أمام لحظة حاسمة أخرى.
مع تصاعد المخاطر، يأمل الغرب أن تكون تحليلاته لصبر بوتين وقراراته صحيحة، وإلا فإن تداعيات التصعيد قد تكون كارثية.
تعليقات 0