28 نوفمبر 2024 20:35
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الأقمار الصناعية تكشف آخر محاولات إثيوبيا لتضيق الخناق على مصر والسودان بـ”سد النهضة”

كشفت صور حديثة من الأقمار الصناعية عن انخفاض ملحوظ في كميات المياه المنصرفة من سد النهضة الإثيوبي، مما أثار مخاوف متزايدة في مصر والسودان بشأن تأثير هذه التغيرات على تدفق مياه النيل الأزرق.

وأشار خبراء إلى أن إثيوبيا تقلل من تدفق المياه عبر المفيض العلوي للسد، وهو ما انعكس على مستويات المياه على الحدود السودانية.

انخفاض تدفق المياه من سد النهضة
صرح الدكتور كمال أبو المجد، أستاذ الجيولوجيا بجامعة أسوان، بأن إثيوبيا تقوم بتمرير كميات أقل من المياه عبر المفيض العلوي مقارنة بالأسبوع الماضي.

الأقمار الصناعية تكشف آخر محاولات إثيوبيا لتضيق الخناق على مصر والسودان بـ"سد النهضة"

وأكد أن متابعة صور الأقمار الصناعية، مثل قمر لاندسات 8، أظهرت استمرار تمرير المياه بكميات منخفضة، مع وجود إشارات لتشغيل توربين أو اثنين فقط من أصل أربعة توربينات قابلة للعمل حاليًا، من إجمالي 13 توربينًا في السد.

موقف التوربينات وأزمة الكهرباء
كشف الباحث هاني إبراهيم، المتخصص في شؤون إفريقيا وحوض النيل، عن عدم وجود إشارات على تشغيل التوربينات الأربعة الموجودة بالسد بشكل كامل، رغم تراجع تدفق المفيض. وأوضح أن هذا يعكس قصورًا في تحقيق الغرض الأساسي من السد، وهو توليد الكهرباء، بالنظر إلى سعته الضخمة التي تبلغ 70 مليار متر مكعب.

تأثير انخفاض المياه على النيل الأزرق
أشار هاني إبراهيم إلى تراجع منسوب مياه النيل الأزرق عند الحدود السودانية، حيث انخفض من 492.35 متر فوق مستوى سطح البحر في 14 نوفمبر إلى 491.55 متر في 24 نوفمبر، بفارق 80 سم. وأكد أن إثيوبيا تتبع سياسة تشغيل انفرادية لا تضمن تدفقًا مستقرًا للنيل الأزرق، ما يثير قلق دولتي المصب، مصر والسودان.

المخاطر المستقبلية
طمأن الدكتور كمال أبو المجد المواطنين المصريين قائلاً إن الوضع الحالي لا يزال تحت السيطرة، مشيرًا إلى إمكانية تمرير المياه من خلال التوربينات أو بعمليات تفريغ استعدادًا لموسم الفيضان المقبل. إلا أنه حذر من خطرين رئيسيين يتمثلان في حدوث جفاف ممتد أو انهيار السد، وهو ما قد يشكل تهديدًا كارثيًا على المنطقة.

الأقمار الصناعية تكشف آخر محاولات إثيوبيا لتضيق الخناق على مصر والسودان بـ"سد النهضة"

السياسات الإثيوبية وأثرها على دول المصب
أكد الباحث هاني إبراهيم أن إثيوبيا تتبع سياسة تشغيل تتسم بالتغيير المستمر في تدفق المياه دون مراعاة الحفاظ على منسوب ثابت ومستقر للنيل الأزرق. وأوضح أن هذا النهج يضاعف من التحديات التي تواجه دولتي المصب، خاصة في ظل غياب التعاون الإقليمي لتنسيق سياسات تشغيل السد.

وتعكس هذه التطورات قلقًا متزايدًا حول مستقبل المياه في منطقة النيل، وسط استمرار إثيوبيا في اتباع سياسات تشغيل انفرادية لسد النهضة. ويظل التنسيق بين دول حوض النيل ضرورة ملحة لضمان الاستفادة المشتركة من الموارد المائية، بعيدًا عن الأزمات والتوترات.