صمت السلاح في جنوب لبنان يضع غزة في مرمى نيران الاحتلال.. القطاع يئن تحت وطأة القصف المستمر
في الوقت الذي تنعم فيه جنوب لبنان بهدوء نسبي بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، تعيش غزة تحت وطأة القلق والترقب، وسط مخاوف من أن يستغل الاحتلال الإسرائيلي هذا الهدوء لإطلاق عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد القطاع المحاصر.
قلق في غزة وأمل مفقود
في مدينة خان يونس جنوب غزة، عبر محمد ناصر، البالغ من العمر 40 عامًا والذي نزح من منزله في شمال القطاع، عن مخاوفه قائلاً: “كنا نأمل أن يشمل اتفاق وقف إطلاق النار قطاع غزة، لكن هناك خشية كبيرة من أن يتحول هذا الاتفاق إلى فرصة لتوسيع العمليات العسكرية هنا”.
وتشير تقارير إلى أن اتفاقًا مماثلاً لوقف إطلاق النار في غزة، على غرار جنوب لبنان، يبدو مستبعدًا. وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أكد أمس خلال زيارته لجمهورية التشيك أن “الحرب في غزة ستستمر حتى تحقيق أهدافها، بما في ذلك استعادة المحتجزين لدى حماس”.
واقع إنساني كارثي في القطاع
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 44 ألف فلسطيني وأصيب ما يزيد عن 100 ألف، في حين أجبر معظم سكان القطاع على النزوح من منازلهم.
ومع دخول فصل الشتاء، تتفاقم معاناة مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في خيام تفتقر إلى أساسيات الحياة، بينما تهدد أزمة الجوع حياة الآلاف.
منظمات الإغاثة الدولية، مثل الأونروا، أشارت إلى العراقيل المستمرة أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع، حيث تم رفض أو عرقلة 91 محاولة لتوصيل المساعدات منذ بداية العدوان.
التحديات السياسية الإسرائيلية
سياسيًا، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات لاذعة من معارضيه الذين يتهمونه باستغلال الحرب للبقاء في منصبه وتجنب المحاكمات المرتبطة بتهم فساد.
ويقول عيران عتصيون، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق: “نتنياهو لا يسعى لتغيير الوضع الراهن في غزة. وقف إطلاق النار في لبنان يمنح إسرائيل فرصة لإعادة ترتيب قواتها والتركيز على غزة”.
من جانبه، أشار أندرياس كريج، المحاضر بكلية كينجز كوليدج في لندن، إلى أن نتنياهو قد يراهن على الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب للحصول على مزيد من الحرية لمواصلة العمليات العسكرية في غزة.
معاناة المحتجزين تستمر
وفي سياق آخر، تزداد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من عائلات المحتجزين الذين لم يشملهم أي اتفاق حتى الآن.
وذكرت شبكة “إن بي سي نيوز” أن 97 شخصًا لا يزالون محتجزين لدى حماس، بينما تم الإفراج عن 154 شخصًا منذ بداية العدوان.
غزة تنتظر المجهول
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، يبقى سكان غزة في حالة ترقب لما تحمله الأيام المقبلة، في ظل غياب أي بوادر لحل سياسي ينهي المعاناة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
تعليقات 0