30 نوفمبر 2024 03:54
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تصعيد غير مسبوق في شمال سوريا.. اشتباكات عنيفة تُربك المشهد الميداني والسياسي

شهدت المناطق الغربية من مدينة حلب، شمال سوريا، واحدة من أعنف جولات القتال منذ سنوات، حيث تمكنت فصائل مسلحة، أبرزها هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من تركيا، من إحراز تقدم سريع على حساب القوات الحكومية السورية.

الهجوم، الذي بدأ قبل يومين، جاء مصحوباً بقصف مكثف، وأدى إلى تغيرات ميدانية مفاجئة أعادت إحياء الصراع الذي كان قد هدأ منذ عام 2020 بموجب تفاهمات روسية – تركية.

مواجهات تزعزع التهدئة الدولية

المعارك المفاجئة أربكت القوات الحكومية السورية وحلفاءها الروس والإيرانيين، حيث أفادت مصادر ميدانية بأن الجماعات المسلحة سيطرت على أكثر من 50 بلدة وقرية في الشمال الغربي السوري، وفقاً لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتزامن ذلك مع تصعيد الطيران الحربي الروسي والسوري، الذي شن أكثر من 23 غارة على إدلب والمناطق المحيطة بها.

تعزيزات عسكرية متبادلة

فيما أعلنت هيئة تحرير الشام تقدمها نحو مناطق غرب حلب، أكدت مصادر أمنية سورية وصول تعزيزات كبيرة من الجيش السوري، وسط تعهدات بالحفاظ على أمن المدينة ومنع أي اختراق مسلح.

كما توجهت تعزيزات من ميليشيا لواء الباقر المدعومة من إيران من دير الزور نحو مناطق الاشتباك، ما يعكس تصعيداً إقليمياً واسعاً.

حصيلة ثقيلة ومعاناة المدنيين

أسفرت العمليات العسكرية الأخيرة عن مقتل 255 شخصاً، غالبيتهم من طرفي النزاع، وفق إحصائيات المرصد، بينهم 24 مدنياً، قضى معظمهم في القصف الروسي.

وفي تصريحات مؤلمة، قال سرمد، أحد سكان حلب، لوكالة الصحافة الفرنسية: “على مدار الساعة، نسمع أصوات الصواريخ والمدفعية والطائرات.

نشعر وكأننا نعيش كابوساً تكرر قبل 5 سنوات، ونخشى أن نُجبر مرة أخرى على النزوح”.

مواقف دولية متباينة وتصعيد في الخطاب السياسي

تركيا، التي تدعم الفصائل المسلحة في إدلب، طالبت بوقف الهجمات عبر تصريحات رسمية نُشرت على منصة إكس، مشيرة إلى أن التصعيد الأخير يزيد التوترات قرب الحدود.

من جهتها، وصفت إيران، عبر وزير خارجيتها عباس عراقجي، التطورات بأنها “مخطط أميركي – صهيوني لإرباك الأمن في المنطقة”، مؤكدة دعمها المستمر للحكومة السورية.

أما روسيا، فقد اعتبرت الهجوم انتهاكاً لسيادة سوريا، وفق ما صرح به دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين.

ورغم الدعم الجوي الروسي، بدا الجيش السوري في موقف حرج، حيث قال المحلل رامي عبد الرحمن إن القوات لم تكن مستعدة لهذا النوع من الهجمات المفاجئة.

قلق دولي وتحذيرات إنسانية

في الوقت الذي يعيد فيه المشهد السوري شبح النزاع المفتوح، أعلنت الأمم المتحدة مقتل 27 مدنياً، بينهم 8 أطفال، خلال الأيام الثلاثة الماضية، داعية الأطراف إلى وقف التصعيد لحماية المدنيين من كارثة جديدة.

يبقى الوضع في شمال سوريا مفتوحاً على كل السيناريوهات، في ظل غياب توافق إقليمي ودولي حول مستقبل هذه المنطقة الملتهبة، التي يبدو أنها لن تعرف الاستقرار قريباً.